تحتوي البيرة بشكلها الطبيعي بالتقريب على 4% من الكحول، وتنخفض هذه النسبة بدرجات متفواتة في أنواع البيرة التي تصنّف بـ "الخالية من الكحول"، إذ تتراوح بين 0% في أصناف معينة و0.5% في أصناف أخرى، ويشار إلى أنه يمكن التمييز بسهولة بين هذه الأنواع عن طريق المعلومات الغذائية على عبوة البيرة.
وتعزى فوائد البيرة إلى المركبات المميّزة الموجودة قي الشعير وليس بالضرورة إلى مركب الكحول ethanol الذي تحتويه، ما يجعل البيرة الخالية من الكحول مميّزة بفوائد صحية يمكن تلخيصها بما يلي:
تخفّض من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية
تحتوي البيرة على مركبات عديدة مضادة للتأكسد تحمي خلايا الجسم من تأثير المركبات المسرطنة. إستناداً إلى علماء يابانيين في جامعة أوكاياما Okayama، فإن البيرة الخالية من الكحول تحمل مركبات تمنع التصاق المركبات المسرطنة في خلايا الجسم، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية. فعندما تعرّض الفئران الذين استهلكوا البيرة الخالية من الكحول لمركبات مسرطنة كان لديهم 85% أقل ضرراً في الرئتين والكبد والكلى مقارنةً مع أولئك الذين تناولوا الماء بدلاً من البيرة.
تقوّي جهاز مناعة الرياضيين
دراسة ألمانية بحثت في تأثير مركبات polyphenol الموجودة في البيرة الخالية من الكحول على جهاز مناعة 277 من مشاركي ماراثون ميونخ في العام 2009. وقد كشفت الدراسة أن مشاركي الماراثون الذين استهلكوا لتراً ونصف يوميًا من البيرة الخالية من الكحول أصيبوا فقط بثلث حالات الإلتهاب التي تعرّض لها بعض من مشتركي الماراثون الذين استهلكوا شراباً آخر، كما أن أعراض الإلتهابات لديهم كانت أخف. وتأتي أهمية البيرة الخالية من الكحول لمشاركي الماراثون في سياق ظهور إثباتات علمية بإجهاد جهاز المناعة لدى القيام بمجهود جسدي عالي، مما يعرّض الجسم للإلتهابات.
تحمي من أمراض القلب والشرايين
تشير الدراسات إلى أن التاثير الإيجابي للمشروبات الكحولية على القلب والشرايين لا تقتصر فقط على المركبات الكحولية التي تحتويها كما كان يعتقد سابقا، إذ تحتوي هذه المشروبات على مركبات صحية إضافية أخرى تعمل على الحماية من أمراض القلب والشرايين. ولدى المقارنة بين تأثير البيرة الخالية من الكحول وبين العادية التي تحتوي على الكحول على الصفائح في الدم لدى شباب تتراوح أعمارهم بين 19 و 36، وجد أن النوعين من البيرا خفضتا من عمل الصفائح وأعاقتا تخثر الدم بنفس الدرجة. ويشار إلى أن انتاج وتجمّع الصفائح يعتبر من عوامل الخطر الهامة في تصلّب الشرايين. وقد كشفت الدراسة أن ما يميّز البيرة الخالية من الكحول عن تلك التي تحتويه هو تأثيرها الإيجابي في تخفيض مركب thrombin الذي يرتبط انتاجه بتضيّق الشرايين. وفيما يرتبط استهلاك كميات عالية من الكحول بارتفاع في انتاج thrombin، مما يرفع من خطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، إلا أن البيرة الخالية من الكحول تخفّض من انتاج هذا المركب وتحمل حماية إضافية للحماية من أمراض القلب والشرايين. إضافة إلى ذلك، فإن فيتامينات B الموجودة في البيرو تخفّض من مستوى الحامض الأميني homocysteine الذي يشكل ارتفاعه في الدم خطرا لأمراض القلب والشرايين.
تحافظ على صحة الكلى
دراسة فنلندية اشتملت على 27 الف رجل تتراوح أعمارهم بين 50 و69 سنة، بيّنت أن شرب عبوة بيرة يوميا يرتبط بانخفاض في خطر تكوين حصى في الكلى بمعدّل 40%، فيما لم يلاحظ أي تأثير ايجابي لشرب الحليب، الشاي، القهوة، العصير أو النبيذ. ويعزي الباحثون هذا التأثير إلى وجود مركبات في البيرة تزيد من تدفق البول وتمييعه، مما يعيق تكوّن حصى في البول. ويشار أيضاً إلى أن مستوى المغنيسيوم العالي في البيرة وكمية الكالسيوم المنخفضة تلعب دورا إضافيا في الحماية من تكوين حصى الكلى، وبالطبع تنطبق هذه الخصائص المييّزة على البيرا الخالية من الكحول.
تحمي من هشاشة العظام
اكتشف باحثون من جامعة كاليفورنيا أن البيرة تحتوي على معدن السيليكون الذي يلعب دورا رئيسيا في تعزيز كثافة العظام وبنائها. ويشار إلى أن معدن السيليكون في البيرة يتميّز بسهولة امتصاصه في الجسم مقارنة مع أغذية أخرى. كما وتعمل فيتامينات B الموجودة في البيرة على خفض الحامض الأميني homocysteine المذكور سابقا والذي يؤدي ارتفاعه أيضا إلى هشاشة العظام وزيادة خطر الكسر. وما يميّز البيرة الخالية من الكحول عن نظيرتها الأصلية في هذا السياق هو أن الكحول في البيرة يعيق من امتصاص فيتامينات B لدى استهلاكه بكميات عالية، مما يجعل البيرة الخالية من الكحول أكثر فائدة من نظيرتها العادية لصحة العظام.
تناولها باعتدال غير مرتبط بالسمنة
تحتوي عبوة البيرة الخالية من الكحول بالتقريب على 65 سعر حراري، وهي كمية تعادل السعرات الحرارية الموجودة في تفاحة متوسطة الحجم.
تحذيرات
لأن البيرة الخالية من الكحول تحتوي على كمية عالية من النشويات، لا ينصح بشربها للاشخاص المصابين بالسكري أو الذين يعانون من مستوى عال من مركب الدهنيات الثلاثية في الدم (triglycerides). كما كشفت الدراسات الحديثة أن البيرة الخالية من الكحول تحمل أضرارا سلوكية لدى الأشخاص الذين تعافوا من الإدمان على الكحول، إذ أن مذاقها يثير في الدماغ السلوكيات السابقة التي كانت مرتبطة بحالات السكر. ويشار إلى أن تأثير البيرة الخالية من الكحول على السلوكيات يقتصر فقط على أولئك الذين ما زالوا يعانون أو قد تعافوا من حالات الإدمان على الكحول.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات