دعونا نعترف بالحقيقة- لا أحد يحب عيادات الأسنان. صوت الحفر، الرائحة المميزة والأجهزة المهددة ترتبط بذهننا مع الألم والخوف. في حين أن هذا الشعور طبيعي جدا، إلا أنه يدفع الكثيرين إلى تجنب زيارة عيادة الأسنان- وكذلك زيارات المراجعة الروتينية التي قد توفّر الكثير من الألم لاحقا.
حسب هذا الوضع فإنّ مشاكل الأسنان واللثة ستزداد سوءا تحت السطح، وقد تتطلب اهتماما أكثر تعقيدا لاحقا. من المهم أن نفهم أن وظيفة الألم في نهاية الأمر هي حمايتنا. الوجع يحذرنا بوجود خطأ ما- ومن المهم الانتباه له. إذا تعالوا لنفهم ماذا يقول لنا الوجع الذي نحس به حقا:
الأسباب الأكثر شيوعا لوجع وحساسية الأسنان
أكثر الأعراض المنتشرة التي تدل على وجود مشاكل في تجويف الفم تشمل ألما حادا وشديدا في الأسنان- لكن ليس فقط. الكثيرون يعيشون أيضا مع حساسية للحرارة أو البرد- على سبيل المثال عند شرب القهوة الساخنة أو شرب المثلجات أو تناول الآيس كريم. المسببات لهذه الأمور قد تشمل من بين الأمور:
إصابات وصدمة للسن - عندما نتعرض لإصابة في منطقة الوجه أو الفم بشكل خاص، لا نشعر دائما بتأثير الإصابة الفوري على الأسنان، لكنه قد يحدث من تحت السطح ثم يتفاقم تدريجيا.
في الإصابات الخفيفة على سبيل المثال، قد لا يحدث الألم فورا، لكنها قد تؤدي إلى فقد حيوية السن وخلق إنتانات قد تنتشر إلى الأنسجة المجاورة أيضا.
من ناحية أخرى، الإصابات القوية هي تلك التي لا نستطيع عادة تجاهلها. هذه، تؤدي في العديد من الحالات إلى حدوث كسور بارزة في السن وفي بعض الأحيان إلى إزاحته. قد تظهر في مثل هذه الحالة أوجاع حادة. العلاج الفوري بالطبع ضروري للغاية في مثل هذه الحالة لكنه غير كاف. بعد العلاج، من الضروري إجراء مراجعات متكررة ومنتظمة في عيادة الأسنان
الطبقة اللينة جدا التي تحتوي على أوعية دموية وأعصاب.
في هذه المرحلة، وما بعدها، تظهر عادة أوجاع شديدة تؤثر بشكل كبير على روتين الحياة، منها آلام تلقائيّة تصل إلى حد إيقاظ النائم من نومه. لذلك من المهم معالجة المشكلة في أسرع وقت ممكن قبل الوصول إلى هذا الوضع.
صرير الأسنان أو تآكلها - الأشخاص الذين لديهم عادة صك الأسنان في الليل أو مضغ الأقلام أو تفريش الأسنان بقوة زائدة عن اللزوم، معرضون أكثر لخطر تآكل الطبقة الخارجية للأسنان- المينا. هذه هي الطبقة الأكثر صلابة في السن والتي تحميه من اختراق الجراثيم ومن تغيرات درجة الحرارة.
انحسار اللثة - تحدث هذه الظاهرة لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب اللثة الذي لا تتم معالجته أو نتيجة تعرض اللثة لإصابة جسدية- بسبب تفريش الأسنان بشكل عنيف أو اللعب بالقلم أو بعيدان الأسنان وغيرها. تتراجع في هذه الحالة اللثة إلى الخلف من حافة تاج السن كاشفة بذلك الجذور المليئة بالأعصاب. نتيجة لذلك قد تظهر أوجاع أو حساسيّة زائدة للحرارة أو البرودة.
في بعض الأحيان قد يكون سبب الظاهرة هو عدم اتساق الأسنان. من المستحسن في هذه الحالة استشارة أخصائي تقويم الأسنان للنظر في طرق لحل المشكلة.
زيارة طبيب الأسنان قبل فوات الأوان
إنّ أي طبيب أسنان سيخبرك أن أفضل علاج لصحّة الفم هو منع المشكلة قبل تفاقمها. عند تشخيص المشاكل في مراحلها المبكرة فإنها تتطلب في العادة علاجا بسيطا ومحافظا. لذلك من المهم إجراء زيارات متابعة دورية في عيادة الأسنان بناء على توصية الطبيب المعالِج. في معظم الأحيان ننصح بزيارة العيادة مرة واحدة في العام على الأقل، حتى وإن كنت لا تشعر بأي مشكلة كبيرة تزعجك.
وإذا كنت تعاني من ألم مهما كان نوعه، فمن المهم عدم الانتظار أو تجاهل الألم، وعليك زيارة طبيب الأسنان في أسرع وقت ممكن للتشخيص.
الأخصائيون في كلاليت سمايل يقدمون الشرح
|
كيف نتخلص من وجع الأسنان؟
عندما يحصل ألم أو حساسيّة في الأسنان فسيقوم طبيب الأسنان بملاءمة العلاج للمشكلة المحددة المسببة لذلك. يمكن أن يشمل العلاج من بين الأمور الأخرى، إجراء "حشو" أو غطاء للأسنان المصابة، أو طلاء السن بالفلورايد لتقليل الحساسية وتسوس الأسنان أو علاج عصب السن في حالات وصول الالتهاب إلى لب السن أو إزالة التكلّس للحد من التهابات اللّثة وبشكل خاص تقديم الإرشادات لتحسين المحافظة على نظافة الفم.
هناك كما ذكرنا سابقا حالات يحدث فيها الوجع نتيجة انحسار اللّثة. من الممكن في هذه الحالات أن يتطلب الوضع إجراء جراحة اللثة لتغطية الجذور المكشوفة.
مسكنات الألم: هل نتناولها أم لا؟
توجد اليوم العديد من مسكنات الألم التي تُعطى بدون وصفة طبية وقد أثبتت فعاليتها في التخفيف من وجع الأسنان، لكن من المهم استخدامها بشكل مسؤول.
الوجع كما ذكرنا سابقا، هو علامة تحذير. فهو ينبهنا إلى وجود مشاكل طبيّة تتطلب العلاج، وإذا تجاهلناه فقد تتفاقم هذه المشاكل وتزداد سوءا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستخدام المطول لمسكنات الألم قد يؤدي إلى الإضرار بالمعدة. عندما تشعر بألم أو حساسيّة في الفم فإنّ أول ما يجب عليك القيام به هو زيارة عيادة الأسنان وتشخيص المشكلة. قم بتحديد دور في العيادة، وبعد ذلك فقط يمكنك استخدام مسكنات الألم بشكل مراقب لتخفيف الألم.
علاجات الجدة: هل هي فعالة في تخفيف الألم؟
إذا كنت تبحث عن مستحضرات طبيعية أو "علاجات الجدة" لمساعدتك في التخلص من الألم، فمن المهم تناولها بضمان محدود. بعض النصائح المتداولة على شبكة الإنترنت لتخفيف أوجاع الأسنان غير مستندة على دلائل علميّة وقد تكون في حالات معينة خطيرة وتؤدي إلى تلف الأسنان أو اللثة أو أعضاء أخرى.
على سبيل المثال، يعد استخدام مشروب العرق للتخفيف من وجع الأسنان أمرا شائعا لدى أشخاص معينين وقد يسبب بالذات إحداث حروق أو ضرر للثة عند استخدامه بشكل مفرط. لذلك نؤكد مرة أخرى على أنه في أي حالة من حالات حدوث وجع في الأسنان، ليس هناك بديل عن التشخيص الطبي المهني.
دكتور داڤيد كينان أخصائي علاجات الجذر في شبكة كلاليت سمايل وعضو هيئة التدريس في كلية طب الأسنان في هداسا عين كارم