متى ولماذا نشعر بالألم؟
ان الألم عبارة عن تجربة محفز جديد والذي يؤثر على الجسم, هذه التجربة وبحسب التعريفات متعلقة بالحالة الجسمانية النفسية والعاطفية للشخص الذي يمر بها. يمكن القول ان نفس الألم يمكن ان يترجم بصورة مختلفة بين اشخاص مختلفين كذلك يختلف اختلاف كلياً بين حضارة واخرى. فمثلاً وخز الإبر والمسامير الحادة في الوجه لدى بعض الشعوب في اسيا، لا يعتبر الم ولا تتم المعانى منه لأن هذه الشعوب حولت هذا النوع من الوخز الى عبادة مرتبطة بعادات قديمة. اما نفس هذه الوخزات لدى الشعوب ذات الحضارات المختلفة تفسيرها والشعور بها يختلف تماماً، فهذه محفزات خارجية مؤلمة جداً.
ان الألم عبارة عن آلية استشعار للمحافظة على الجسم وللتنبيه جراء المحفزات الخارجية المؤثرة على الجسم. هنالك حالات نادرة لأشخاص لم يتطور عندهم الجهاز العصبي لإستشعار الألم، فهم لا يشعرون في الألم بتاتاً . لذلك ينتهي بهم الأمر بالموت بجيل مبكر جداً بسبب عدم قدرة الجسم على رد الفعل اثناء حدوث الألم وعلاجه. فمثلاً: اذا كان هنالك التهاب حاد ولم يتألم الجسم بسبب هذا الإلتهاب ربما ينتشر هذا الإلتهاب في كل الجسم مما يؤدي الى الوفاة.
ليس كل الم هو حالة تحذير لضرر في الجسم، هنالك حالات يكون فيها الألم نتيجة رياضة او علاج معين وتسمى هذه الحالات بحالات الألم الجيد.
ما الفائدة من الألم
- من اجل تحذير الجسم اذا كان هنالك مُسبب خارجي قد يتسبب بضرر الأنسجة في الجسم.
- يشير الى عمل غير سليم للأجهزة الجسم المختلفة، يجب البحث عن مسبب الألم لضمان عمل الجسم السليم.
- يمكن ان يشير الى نقص بعض المواد الضرورية للجسم كالماء مثلاً.
- يمنعنا من الإستمرار بتصرف او عادة معينة هي المسبب للألم.
- يشير في العديد من الحالات على حاجة الجسم الى الراحة لإستعادة نشاطه وعافيته.
وقت الرياضة
ان الرياضيون بشكل عام وخاصة من يمارس رياضة الركض تتحمل اجسامهم جهد كبير ولمدة طويلة والأمر يتعلق بمدة الركض. اثناء التدريبات بشكل عام نشعر بالألم ونشعر بأمور اخرى تتعلق بإجهاد العضلات والأجهزة المختلفة في الجسم، هذا النوع من الألم طبيعي جداً اثناء الجهد ويكون ضرورياً من اجل تحسين اللياقة البدنية للجسم. هنالك انواع اخرى من الألم والتي تشير الى ضرر معين في الجسم ولذلك يجب معرفة كيف نميز بين الأثنين. ان التجربة والقيام بالتمارين الرياضية بشكل دومي يساعدنا على معرفة ما هو الألم الجيد وما هو الألم المضر النابع من ضرر لأعضاء الجسم او احدى اجهزته والذي يحتاج الى العلاج الفوري. وطبعاً من شعر بهذا الألم المضر في الماضي يكون على وعي تام اثناء ممارسة الرياضة وعلى معرفة ما هو الألم المضر.
في بعض الأحيان الضرر الناجم عن الرياضة لا يمكن تشخيصه وتحديده دون الفحوصات عن طريق الأجهزة المتقدمة مثل الULTRASOUND ، MRI, X-RAY او أي طرق فحص اخرى. يمكن ان يكون الضرر عميق يتميز بألم غير حاد ومعتدل يستمر اشهر او حتى سنين. بشكل عام اذا كنتم ممن يمارس الرياضة بإنتظام فإن الرياضة التي تمارسون لا تسبب الألم ما دمتم تمارسون الرياضة المعتادة. في حالة كانت هنالك بعض الشكوك يجب التوجه الى الطبيب المختص.
ان الألم الناتج اثناء وبعد ممارسة الرياضة، ينبع من ان الجسم يتواجد تحت ضغوط عالية وهذا يتطلب من الجسم التعامل مع هذه الضغوط والصمود امامها حتى انتهاء اجهاد الجسم. نتيجة لهذا الجهد هنالك اضرار ميكروسكوبية للعضلات، هذا الضرر ضروري لتطور العضلات وزيادة قدرة تحملها في التدريب القادم. بشكل عام يستمر هذا الألم مدة 24 ساعة ومن ثم يختفي او تخف حدته بشكل كبير.
وقت العلاج (العلاج الطبيعي)
بعد ان مرّ الجسم بتجربة من الألم بسب ضرر خارجي او استعمال الجسم بشكل غير سليم, يتوجه المصاب الى الطبيب من اجل الحصول على العلاج الملائم, واذا لم ينتهي العلاج بالدواء المسكن للألم او الحقن للعلاج الموضعي, يتوجه من يعانون من الألم الى العلاج الطبيعي بشكل عام او انواع علاج اخرى. سيكون محور الحديث حول العلاج الطبيعي.
ان العلاج الطبيعي هو مزج بين العلاج اليدوي، العلاج بالأجهزة الكهربائية المعالجة كذلك التمارين الرياضية. العلاج الطبيعي يتسبب بتحفيز العضو المعالج ومن ثم هنالك اثارة للألم في مكان العلاج او في مناطق اخرى والأمر متعلق بالحالة المُعالجة. هذا النوع من الألم يمكن تعريفه على انه الم جيد في اغلب الحالات. الهدف من العلاج الطبيعي على الأغلب هو تحسين مجال الحركة، التخفيف من الألم، تحسين الأداء الوظيفي للجسم كذلك علاج الالتهابات والأضرار الأخرى في العضلات الهيكل العظمي والأنسجة المتداخلة بينها.
ظهور الالم خلال العلاج او 24 ساعة فيما بعد (احياناً يمكن ان يمتد الألم اكثر من 24 ساعة) هو امر طبيعي يجب اخذه بعين الإعتبار وتنبيه المريض لمثل هذه الظاهرة قبل البدء بالعلاج. يكون هذا الألم بسبب المحفزات الخارجية من العلاج من اجل تحسين العمل الوظيفي للجسم, فكل تغيير يرافقه الم.
متى يجب الإنتباه الى رد فعل الجسم
- اذا استمر الألم ايام معدودة يجب التوقف عن العلاج او تغيير نوعيته واحياناً استشارة الطبيب المختص.
- اذا كان الألم حاد جداً اثناء العلاج.
- اذا لم تتغير حدة الألم خلال عدة جلسات علاجية او اذا زادت حدتها.
هنالك حالات يكون الألم مرافق لها خلال العلاج حتى وان زادت حدته خلال العلاج، هذه الحالات تكون مزمنة على الأغلب يجب متابعة تعليمات المُعالج الطبيعي لمنع حدوث ضرر للجسم.
كيف نميز بين الأثنين
عندما يقع الالم تحت هذه المقاييس يمكن تعريفه على انه ضرر نتيجة الرياضة:
- اذا استمر الألم اكثر من ايام معدودة بعد ممارسة الرياضة.
- اذا منعنا الألم من التصرف بشكل طبيعي او ممارسة الرياضة المعهودة بشكل طبيعي وتغيرت صورة تنفيذ الحركات او الرياضة.
- اذا زادت حدة الألم مع الوقت ولم تختفي او تخف عوارضه.
- اذا حصلت بعض التغييرات على الجسم او العضو المؤلم مثل الإنتفاخ, زيادة الحرارة او التهاب واضح للعين.
- اذا اختلفت نوعية الألم الذي نشعر به عما عهدناه سابقاً, ربما شعرنا من قبل بعدم الراحة بسبب الألم اما الألم الجديد فهو حاد ويمنعنا من التصرف الطبيعي.
هذه المقاييس يمكنها ان تكون آليه من اجل التمييز بين الألم الجيد والألم الغير جيد.
الخلاصة
الألم هو امر جيد حتى في الحالات التي يشير الى ضرر في الجسم، فإن الألم عبارة عن منبه يعطينا اشارة لبدء العلاج اذا لزم الأمر. كذلك ذكرنا نوع الألم الجيد اثناء العلاج او ممارسة الرياضة, هنالك اهمية للتمييز بين الألم الجيد والسيء من اجل مساعدة الجسم الوصول الى هدفه من خلال العلاج او الرياضة وعدم زيادة الضرر اكثر. كما ذكرنا فإن الألم عبارة عن تجربة شخصية متعلقة بأمور اخرى محيطة للشخص, لذلك يجب على كل شخص التعلم من ردود الفعل الناجمة عن الجسم وتطوير جسمه وعلاجه بالتوازي.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات