تعتبر حالة تهيج القولون من أكثر الأمراض شيوعاً وانتشاراً، خصوصًا في أجيال المراهقة، إذ تصل نسبة المصابين بها بين البالغين قرابة الربع (25%)، وهي نسبة مرتفعة جداً بلا شك. تحظى النساء بحصة الأسد من بين المصابين بهذه المتلازمة، إذ تصل لسبعين في المئة من إجمالي الحالات المشخصة. وعلى الرغم من عدم خطورة هذه الحالة وعلى الرغم من كونها مرحلة عابرة عند الكثيرين إلا أنها قد تشكل هاجساً مزعجاً للمصابين بها.
فما هي متلازمة القولون العصبي (תסמונת המעי הרגיז)؟ وما هي أهم أعراضها؟ وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها؟
سنحاول من خلال هذه المقالة الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها في ما يتعلق بمتلازمة تهيج القولون العصبي.
ما هو المسبب لاضطراب القولون العصبي؟
حتى اليوم لم يتم اكتشاف السبب المؤدي لهذه الحالة بشكل دقيق، هناك عدة نظريات ولكل نظرية عدة أبحاث تدعمها. يبدو أن هذه الحالة تنتج من عدة مسببات قد تتزامن وقد يختلف تأثيرها كمسبب للمرض من شخص لآخر. يعتقد أن أحد أهم مسببات المرض وجود خلل وظيفي في أعصاب الأمعاء، كما ويلاحظ تأثير كبير للحالة النفسية للمريض على الأعراض.
ما هي أعراض متلازمة تهيج القولون العصبي؟
في حال وجود هذه الأعراض بشكل دائم أو شبه دائم، فإن احتمال وجود متلازمة القولون العصبي يكون كبيراً. أهم هذه الأعراض:
1. أوجاع انقباضية في أسفل البطن تشتد عادة بعد ساعة أو اثنتين من تناول الطعام، وتخف حدتها أو تتلاشى بعد عملية الإخراج.
وعادةَ يصاحب هذه الأوجاع حالة من الانتفاخ والغازات.
2. خروج المخاط مع البراز.
3. الإمساك وخاصة في الصباح.
4. الإسهال خلال اليوم أو براز ليّن.
5. الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد عملية التبرز.
يلاحظ ازدياد في وتيرة وحدة هذه الأعراض في حالة الضغوط النفسية.
كيف يمكن تشخيص حالة تهيج القولون العصبي؟
بدايةً لا بد من ديمومة الأعراض المذكورة، أعلاه لمدة تزيد عن الثلاثة شهور. وبما أنه لا يوجد فحص أو وسيلة تشخيصية محددة لهذه المتلازمة، فإن الطبيب يقوم باستبعاد الأمراض العضوية التالية، للتأكد من عدم وجودها كمسبب للأعراض:
أهم هذه الأمراض:
- التهابات الأمعاء المزمنة كمرضي كروهن والتهاب القولون التقرحي. يبدأ استبعاد هذه الفئة من الأمراض بتحليل دم بسيط للكشف عن مستوى مؤشرات الإلتهاب، والتي تكون مرتفعة في حالة وجود التهاب مزمن للأمعاء، كما ويمكن أن يتطلب الأمر إجراء منظار للقولون مع أخذ بعض العينات.
- حساسية من بعض أنواع الطعام أو عدم تحمله كالحساسية للچلوتين الموجود بكثرة بالقمح (سيلياك) أو عدم تحمل سكر الحليب (اللاكتوز). يقوم الطبيب بواسطة تحليل دم أو فحص عدم تحمل اللاكتوز لإستبعاد هاتين الحالتين قبل تشخيص اضطراب القولون العصبي. كما ويمكن التعرف على هاتين الحالتين عن طريق مراقبة الأعراض بعد الإمتناع عن الطعام الحاوي لهذه المواد.
- التهابات جرثومية أو طفيلية في الأمعاء، ويقوم الطبيب بالتأكد من عدم وجودها عن طريق فحص زراعة البراز (תרבית צואה). لا بد من التنويه إلى ضرورة تكرار زراعة البراز لعدة مرات (غالباً ثلاث) للتأكد من عدم وجود الطفيليات.
- أورام حميدة أو خبيثة في الأمعاء، هذه الأمراض نادرة في جيل المراهقة والشباب، ولذلك لا يلجأ الطبيب عادة لاستبعادها بواسطة المنظار، إلا إذا كانت هنالك أعراض إضافية تدل عليها كالتعرق ليلاً وخسارة الوزن أو عند وجود دم بالبراز.
كيف يتم علاج اضطراب القولون العصبي؟
لعدم قدرتنا حتى اليوم على معرفة سبب هذه الحالة، فإن العلاج يكون موجهاً للأعراض التي يعاني منها المريض، كما ذكرنا سابقاً تختلف الأعراض من شخص لآخر.
يمكن تخفيف آلام البطن والغازات عن طريق بعض الأدوية وأشهرها: سبازمالجين، كولوتال، كال بيطن، نيرڤكسال، انسيبالميد وغيرها. كما ويمكن استخدام المعينات الحيوية (פרוביוטיקה) وهي عبارة عن كبسولات تحتوي على كميات عالية جداً من البكتيريا الحميدة والتي تساعد على إبعاد البكتيريا "الضارة" الموجودة في الأمعاء، وبذلك تخفف من حدة الغازات الناتجة عن هذه البكتيريا.
لا بد من لفت النظر إلى أن السوق مليء بأصناف مختلفة من المعينات الحيوية، وكل نوع يحتوي على سلالة مختلفة من المعينات الحيوية، يمكن استشارة الطبيب قبل اقتنائها.
كما لا بد من التنويه بأن بعض الأنواع قد تساعد أكثر من غيرها، وحتى الآن لا توجد معلومات مثبتة علمياً تبرهن على أفضلية إحداها في كل الحالات.
في العقود الماضية القريبة ينصح باستخدام مضادات الإكتئاب كعلاج لاضطراب القولون العصبي، وتظهر بعض الأبحاث تحسناً في بعض الحالات، من أهم هذه الأدوية سيبراليكس رسيتال وبروزاك.
من المؤكد أن مزاولة الرياضة بشكل دائم وتنظيم الطعام بعد استشارة أخصائية تغذية لهما دور كبير في تحسين الأعراض.
كما أن تجنب التوتر والضغط النفسي له دور إيجابي ومركزي في التخفيف من حدة الأعراض.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات