تعرفوا على متلازمة التعب المزمن!
متلازمة التعب المزمن هي عبارة عن مرض يتميّز بالتعب الطويل الأمد الذي لا يخفّ بالراحة، وهو تعب شديد نسبيًّا يؤدّي إلى تحديد وتقليل نشاط الشخص تقريبًا إلى النصف. لا علاقة لهذه العوارض بمرض آخر وتصاحبه أعراض أخرى مثل الصداع وآلام الحلق وآلام المفاصل والعضلات وانتفاخ وألم الغدد الليمفاوية. تستمرّ مدة هذه الأعراض ما بين 6 أشهر حتى سنوات طويلة.
إنّ نحو 20% من المرضى الذين يزورون طبيب العائلة يشتكون من تعب معيّن، لكنّ هذا لا يعني أنّهم مصابون بهذه المتلازمة (المرض). هناك 10% منهم فقط مصابون به، لأنّ التعب قد يرافق أيّ مرض آخر عضويًّا أو نفسيًّا. لا توجد في متلازمة التعب المزمن علامات أو دلائل لمرض معيّن. لقد وضع الطبّ الحديث معايير محدّدة لتشخيص هذا المرض، وتمّ اختيار اسم لهذا المرض يعكس أكثر الأعراض شيوعًا فيه، أي التعب أو الإجهاد.
ما هي أسباب المرض؟
الأسباب لا تزال مجهولة، ولا تتوافر تحاليل مخبرية تساعدنا على تشخيصه. في بعض الأحيان يبدأ المرض بعد التعرّض للعدوى أو لصدمات جسدية أو نفسية، لكنه يظهر، على الأغلب، تدريجيًّا من دون مسبّب بارز.
هناك نظريّات عن علاقة المرض بفيروسات الـ EBV HSV، لكن لم تثبت نهائيًّا صحّة هذه النظريات.
كما يمكن لخلل هرمونيّ معيّن أو لعدوى بكتيرية أو فطرية أن يسبّب أعراضًا مشابهة لهذا المرض. ويوجد تداخل بين متلازمة التعب المزمن والاكتئاب وأمراض مثل الفيبروميالغيا (الألم الليفي العضلي) أو القولون العصبيّ، وغيرها.
كيف يمكن تشخيص هذه الحالات؟
يصيب المرض الأشخاص من الفئة العمرية 20-50 عامًا. والغالبيّة هنّ من النساء، بنسبة 1:3. يتمّ التشخيص في الأساس عبر استبعاد أو استثناء أمراض أخرى. أمّا المعايير العصرية للتشخيص فهي:
المعايير كبرى:
1. ظهور الأعراض من دون أسباب محدّدة.
2. الأعراض تستمرّ مدّة 6 أشهر، على الأقلّ.
3. التعب لا يزول بعد الراحة.
4. استبعاد الأمراض الأخرى.
5. هبوط النشاط الشخصيّ بأكثر من النصف.
يجب أن تظهر جميع المعايير المذكورة عند المشتكي لغرض التشخيص.
معايير صغرى:
1. آلام في الحلق.
2. آلام في العقد الليمفاوية.
3. آلام في العضلات.
4. آلام متواصلة بعد الجهد أو العمل أو ممارسة الرياضة.
5. صداع جديد متواصل.
6. آلام مفاصل متنقلة.
7. عدم القدرة على التركيز.
8. عدم الشعور بالراحة بعد النوم أو الاسترخاء.
وجود 4 من المعايير المذكورة أعلاه لدى المشتكي، إضافة إلى المعايير الكبرى كلّها يكفي للتشخيص بالمتلازمة.
ما هو الحل, هل هناك علاج؟
ليس هناك علاج أو دواء محدّد لهذا المرض. لكنّ علاجات التقليل من آلام العضلات والمفاصل والصداع تحسّن من حالة المريض. وعادةً ما يصف الأطبّاء للمرضى مسكنات الآلام من نوع الباراتسيتامول (الأكامول)، أو أدوية مضادّة للالتهاب غير ستيروئيدية، مثل الناكسين والفولتارين، أو مضادات الهيستامين، ويكون من المفيد أحيانًا إعطاء المرضى مضادات الاكتئاب أو المهدّئات لتحسين وضعهم الصحّي. وتفيد التجارب أنّ المرضى يتحسّنون عندما يتناولون أدوية لتخفيف الألم.
إنّ فهم المريض للمرض وإدراكه أنّ المرض غير خطير ولا يهدّد حياته، أو فهم أنّه لا يعاني من مرض عضويّ (الاستبعاد) تجعل شعوره أحسن.
في بعض الأحيان، توجد حاجة لعلاجات نفسيّة، أو علاجات سلوكيّة، أو تشغيلية بالإضافة إلى الأدوية.
نصائح لمن يعاني من هذه الحالات:
على المريض أن يفهم طبيعة هذا المرض، والابتعاد عن الضغوطات العصبيّة والنفسية والجسدية، وتجنّب المواقف المؤدّية للإرهاق الجسدي أو النفسي، فالإصابة بمرض مزمن هي أمر مرهق بحدّ ذاته، كما يفضّل الابتعاد عن الأفكار الغريبة والمخاوف المفرطة والتعاون مع الطبيب المعالج والطاقم الطبي.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات