دماغ الإنسان عضو يدهشنا بقدرته الهائلة، فهو يحتوي على ملايين الخلايا بأنواع عديدة تؤدي وظائف مختلفة ومتنوعة. قسم من النشاط والاتصال بين هذه الخلايا يتم بواسطة مواد تسمى نيوروترانسميتور. إحدى المركبات المهمة لهذه المواد هي اتسيتيلكولين، التي تساهم في عمل الدماغ والذاكرة. انخفاض بمستوى الاتستيلكولين يضر بالتالي بعمل الدماغ.
ما يحدث عند كبار السن !
يمكن للمسنين أيضا أن يقوموا بوظائفهم بشكل ممتاز، أن يعملوا وان يستمتعوا من الحياة، ومع ذلك كلما تقدم السن يحدث هنالك انخفاض بعدد الخلايا وانخفاض عام باحتياطات جميع أنسجة الجسم .عند المسنين يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض في سرعة رد الفعل وأيضا في سرعة استخلاص المعرفة والمعلومات من الدماغ سريعا كالماضي، لكن هذا لا يخل بالضرورة في نظام الحياة اليومي.
لماذا تتضرر الذاكرة؟
هنالك أسباب كثيرة يمكنها أن تضرر بالمخ : أدوية، شرب مفرط للكحول، نقص في الفيتامينات B12، نقص بحامض الفوليك، انخفاض في تزويد الدم والأوكسجين أو انخفاض بتزويد السكر، ترسب مواد تضر بالدماغ وانخفاض مستوى الاتسيلكولين.
أمراض مثل ضغط الدم العالي، السكري، والدهنيات يمكن أن تضر الذاكرة. يمكن للضرر أن يظهر كانخفاض تدريجي، أو بشكل فجائي وعابر او انخفاض فجائي مع تدهور في عمل الدماغ. هنالك اضطراب يستولي على اهتمام العديدين وهو أخد بالازدياد يسمى - Minimal Cognitive Impairmen وهو نوع من الانخفاض إدراكي البسيط يمكن أن يتكون في المراحل الوسطى في الطريق لمرض التسيهيمر.
مع ذلك كيف نحافظ على الدماغ؟
يمكن أن نطبق مبادئ الطب الوقائي أيضا بالمخ، فجسم الشخص المعافى يمكنه أن يصمد ويقاوم بصورة ناجعة الفيروسات والجراثيم. كذلك أيضا الدماغ الفعال الذي يمتد بتيار من الدم الغني بالأوكسجين والمواد المغذية يواجه بصورة أفضل مشاكل الذاكرة والتفكير.
في المرحلة الأولى نريد منع المرض من البداية بواسطة اليقظة للتغييرات في تصرفات المسن. المرحلة الثانية هي اكتشاف المرض ببدايته أو منع تكرار الحدث بواسطة العلاج بالأسبرين وبأدوية حديثة أخرى تساعد أيضا في منع النوبات قلبية. المرحلة الثالثة هي منع تدهور الوضع.
نبدأ بمرحله المنع :
من اجل منع فقدان خلايا الدماغ، من المستحسن في المرحلة الأولى الحفاظ على ضغط دم سليم وطبيعي، وعلى نسبة دهنيات سليمة وعلى تلقي العلاج الدوائي إذا استحق الأمر والامتناع عن تناول أدوية غير ضرورية. ممارسة النشاط الجسماني والحفاظ على تغذية صحية.
علاوة على ذلك، من المهم إشغال مع الرأس في التفكير، التي عن طريقها نحافظ على الخلايا القائمة ونقوي الدماغ. أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتعلمون طوال الوقت أشياء جديدة، كاللغات، الموسيقى، الكمبيوتر،... الخ. يحافظون على قدرة تفكير أفضل بكثير من الأشخاص الذين يديرون نمط حياتي خامل، وأيضا النشاط الجسماني يساعد بالحفاظ على صفاء ذهني لكن بالنهاية الشيء الأكثر أهمية الذي يجب عمله من اجل الحفاظ على صيغة عمل صحيحة للدماغ هو الاستمرار بالبحث عن غاية ومغزى بالحياة، يجب النهوض كل يوم لحياة ذات معنى وهدف.
هذا هو الجيل أم هنالك ما يمكن عمله؟
لا تقولوا "هذا هو، هذا عادي للجيل" هذا غير عادي لاي جيل كان إذا كان أداء المسن في تراجع، هذه إشارة انه يعاني من مشكلة معينة، إذا اكتشفت المشكلة في بداية تكونها يمكن إيجاد علاج مناسب لها، كان بالعلاج دوائي أم لا. العلاج بدون استعمال الأدوية يمكن أن يكون نشاط ذهني، نشاط جسماني، علاج أمراض الأوعية الدموية، قلب، سكري، ضغط دم مرتفع ودهنيات.
أحيانا تحدث تغييرات أو تراجع معين بالذاكرة أو بالنشاط العام للمسن ولا نكون دائما يقظين لذلك. تسمى هذه التغييرات Minimal Cognitive Impairment، أي تغييرات سلوكية قليلة التي تبقى بنفس المستوى الأبد، لكن أحيانا تستمر بالتدهور إذا قمنا بالكشف عن التغييرات بالوقت المناسب فعندها يمكننا عمل شيء ما. هنالك فحوصات يمكنها الاستطلاع على مشكلة في بدايتها وأثناء تكوينها من المستحسن فحص وجود نقص فيتامين B12 أو خلل بالغدة الدرقية. هنالك أيضا علاج بالأدوية لا يشفي لكنه يساعد على إبطاء التدهور والحفاظ على النشاط.
وعندما نصل إلى علاج المرضى في مرحلة متقدمة؟
أيضا إذا تأخرنا بالموعد وكشفنا عن المرض بمرحلة متأخرة، لا تقولوا استسلمنا. يوجد دائما ما يمكن عمله! هنالك أدوية تبطئ التراجع الذهني وتبطئ التدهورالوظيفي. يجب فقط معالجة كل الأمراض بالخلفية الطبية جيدا، والقيام بنشاط جسماني وفكري.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات