بحث

dsdsdsd
مرض الزهايمر

مرض الزهايمر: ما هي الأعراض والعوامل الخطر لمرض الزهايمر؟

مرض الزهايمر هو السبب الرئيسي للخرف، حيث يتميز بالاختلال العقلي والوظيفي التدريجي. لا يوجد له حتى الآن علاج، لكن يوجد نمط حياة صحي، يمكن أن يمنعه أو على الأقل أن يؤخره

د. دانيال دليوت

مرض الزهايمر(Alzheimer's disease) هو السبب الرئيسي للخرف.

كما أنه سبب الوفاة الرئيسي السابع في الولايات المتحدة (بعد أمراض القلب والسرطان والكورونا والحوادث والسكتات الدماغية والأمراض المزمنة للجهاز التنفسي السفلي مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو).

ويؤثر المرض على الشخص وبيئته القريبة ويفرض عبئاً مالياً ثقيلاً على النظام الصحي وعلى أفراد أسرة المريض، فضلاً عن العبء النفسي على أفراد الأسرة الراعين للمريض.

​منذ أن أنهيت دراستي في كلية الطب منذ حوالي 40 عامًا، لاحظت  تطورًا رائعًا في علاج أمراض مثل السرطان وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم والسكري وأمراض القلب. أدى التقدم في هذه المجالات إلى إطالة عمر المرضى وحسنت من جودة حياتهم.

مقابل ذلك، ينحصر علاج مرض الزهايمر في نوعين من الأدوية القديمة فائدتهما محدودة ودواء سيُطرح قريبًا في الأسواق، ولا يزال من الضروري مراقبة فاعليته  لوقت طويل.

حتى كتابة هذه السطور، يوجد في العالم  ما يقرب من الـ 45 مليون مريض بمرض الزهايمر، وإذا لم يدخل المعادلة متغير حقيقي جاد للعبة، فمن المتوقع أن يتضاعف عدد المرضى المصابين بالمرض كل 20 عامًا.

ما هو الخرف (كيهيون) وما هو مرض الزهايمر؟

يُعرف الخرف على هو الاختلال الادراكي أو المعرفي الذي يسبب اختلال وفي الأداء الوظيفي.

كما ذكرنا، فان الزهايمر هو السبب الرئيسي للخرف، ولكن يمكن أن يكون له أسباب أخرى، بما في ذلك مرض الاوعية الدموية (الخرف الوعائي) ومرض باركنسون (خرف باركنسون).

احيانًا يكون من الممكن الجمع بين عدة أسباب للخرف مثل الزهايمر  وباركنسون والزهايمر والخرف الوعائي.

معظم مرضى الزهايمر هم في عمر الـ 65  عامًا فما فوق. نسبة مرضى الزهايمر في الفئة العمرية 65 حتى 74  هي 3% . في الفئة العمرية من 75 حتى 84 سنة تصل نسبة مرضى الزهايمر إلى 17%. ومن عمر 85 عامًا  فما فوق فان نسبة المرضى هي  32٪.
ما هي عوامل الخطر لمرض الزهايمر؟

فيما يلي عوامل الخطر الرئيسية للزهايمر:

• الجيل.

• ضغط الدم المرتفع.

• المستويات المرتفعة  للدهون في الدم.

• السكرى.

• البدانة.

• نقص في النشاط البدني.

• الكآبة.

• نقص التعليم.

• متلازمة التمثيل الغذائي (تراكم عوامل الخطر - بما في ذلك السمنة البطنية ( كرش ) - لأمراض القلب والأوعية الدموية ).

• الوراثة.

ما هي أعراض مرض الزهايمر؟

تبدأ معظم حالات مرض الزهايمر بمشاكل في الذاكرة. ومع ذلك، من المهم أن نذكر  أنه مع تقدم العمر ، توجد أحيانًا مشكلة في الذاكرة تتسم بالتقلبات (تأتي وتذهب) وهي لا تؤثر على الاداء الوظيفي، حيث تعتبر جزءًا من الشيخوخة الطبيعية.

ومع ذلك، ليس بالضرورة أن تكون الأعراض الأولية لمرض الزهايمر في نطاق الذاكرة، بل يمكن أن تكون في نطاقات أخرى: في اللغة ( القدرة عن التعبير)، أداء الإجراءات، الادراك المكاني ، القدرة على الحكم على الاشياء والقدرة على التركيز.

يتطور المرض بشكل مختلف عند كل شخص نحو التدهور الحتمي. 30٪ من المصابين بالزهايمر يعانون من الاكتئاب. وفي المراحل المتقدمة، قد تظهر اضطرابات سلوكية وسقوط متكرر. في المرحلة الأخيرة من المرض، يكون هناك نقص في السيطرة على العضلة العاصرة ، ويصبح المريض مقعدًا على كرسي متحرك وعلى السرير، فضلًا عن اضطراب في الأكل. الأسباب الرئيسية لوفاة مرضى الزهايمر هي الالتهاب الرئوي والتهاب المسالك البولية وقُرح الضغط ( قُرح الفراش ) والكسور وسوء التغذية.

50% من المرضى الذين تم تشخيصهم بمرض الزهايمر يموتون خلال 7 إلى 10 سنوات (بلغة الأطباء: متوسط بقائهم على قيد الحياة هو من 7 إلى 10 سنوات).

كيف يتم تشخيص مرض الزهايمر؟

• قصة المرض كما يرويها المريض ومن حوله.

• الاختبارات الادراكية ( والتي لا يصل مستوى دقتها إلى 100٪).

• فحص عصبي لمعرفة ما إذا كان هناك دليل على وجود سكتة دماغية أو مرض باركنسون.

• في بعض الأحيان يتم إضافة فحص تصوير مثل MRI  للدماغ أو CT للدماغ. لا يمكن استخدام هذه الصور لتشخيص مرض الزهايمر، ولكن يمكن استخدامها لاستبعاد حالات أخرى قد تسبب الخرف مثل الاحتشاء بعد السكتات الدماغية والسوائل الزائدة في غرف الدماغ.

• فحوصات دم لاستبعاد مشاكل مثل قصور الغدة الدرقية ونقص فيتامين B12  ومشاكل الاملاح مثل نقص صوديوم الدم.

• يمكن للاكتئاب أن يشبه مرض الزهايمر، لذا في حال وجود أعراض الزهايمر، يجب التأكد من أنه ليس اكتئابًا. ومع ذلك، علينا أن نتذكر أن حوالي 30٪ من مرضى الزهايمر يعانون أيضًا من الاكتئاب.

تجدر الاشارة الى انه حتى بعد معالجة جميع بيانات هذه الفحوصات، لا يمكن الاقرار يقينًا أن الحديث يدور عن مرض الزهايمر. على الأغلب، يمكن الاقرار انه من شبه المؤكد أن الحديث يدور عن مرض الزهايمر

ما الذي يحدث بالفعل في الدماغ عند الإصابة بمرض الزهايمر؟

نلاحظ  التغييرات مثل لويحات الأميلويد في أنسجة دماغ مريض الزهايمر. كما نرى أيضًا التشابكات في الخلايا العصبية.

تتكون لويحات الأميلويد من تراكم وحدات بروتينية ضارة تسمى أميلويد بيتا Aβ. تحل هذه الطبقة محل الأنسجة السليمة. تتكون التشابكات في الخلايا العصبية من بروتين TAU والذي مر بعملية اتصال بذرات الفوسفور، وهو يعطل وظيفة الخلايا العصبية.

بالإضافة إلى كل ذلك، نلحظ وجود رواسب الأميلويد في الأوعية الدموية للدماغ، ويكون هناك تلف بين الفراغات الخلايا العصبية وبين وحدات الاتصال المهمة.

تسمى هذه المساحات المشابك العصبية، وأهميتها لنشاط الدماغ كبيرة جدًا. يعيق تلف المشابك نقل الإشارات والمواد المهمة.

وإذا لم يكن كل هذا كافيًا، فهناك أيضًا استجابة التهابية في الدماغ تتجلى في تدفق الخلايا المسماة الخلايا النجمية. وهي خلايا شبيهة بالنجوم وتتمثل وظيفتها في المساعدة على البقاء والعمل الطبيعي للخلايا العصبية، ولكنها في بعض الأحيان تغير شكلها الخارجي وطريقة عملها، وبالتالي قد تتلف الخلايا العصبية وتفاقم الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر وباركنسون.

على ما يبدو أن يكون هناك تفاعل بين بروتينات أميلويد بيتا وبروتينات TAU التي تساهم في تكوين لويحات الأميلويد وفقدان الخلايا العصبية.

على الأرجح أن يكون فقدان الخلايا العصبية وتلف المشابك العصبية هو السبب المباشر للخرف.

الزهايمر والوراثة

تلعب الوراثة دورًا مهمًا للغاية في ظهور الخرف سن مبكر; الخرف في الشيخوخة  يلعب دورًا أقل أهمية بكثير. ومن الجدير بذكره هنا أن أكثر من 95٪ من حالات الزهايمر تحدث في الشيخوخة.

البشرى السيئة هو أن هناك مكان للخوف من تأثير الوراثة على التطور المحتمل للخرف; البشرى السارة هو أن الخرف ليس بالضرورة مصيرًا محتومًا - حتى لو أصيب الأقارب به.

هناك العديد من الجينات التي ترتبط بمرض الزهايمر. واحد منهما يرتبط بالتأكيد بمرض صميم البروتين الشحمي E والمختصر بـ  APOE. هناك عدة أنواع منه:

E2 ، E4 ، E3 ، E2 هو "جيد " ؛ E4  هو "سيء".

إذا ورث شخص ما E4 من أحد الوالدين، فإن خطر إصابته بمرض الزهايمر أكبر بأربع مرات من خطر صديقه الذي ورث E2 / E2 (أي E2 من كلا الوالدين). وإذا ورث E4 من كلا الوالدين (E4 / E4) ، فإن خطر إصابته بمرض الزهايمر يزيد 12 مرة عن خطر صديقه الذي ورث E2 / E2.

لكن من الأهمية بمكان أن نتذكر أن هناك E2 / E2 مع الخرف و هناك E4 / E4 بدون خرف. لا يزال من غير المعروف قطعًا ما هو ترميز  E4 وما هي العلاقة بينه وبين مرض الزهايمر.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجينات لها أيضًا تأثير على الأوعية الدموية: E2 تحميها ، و E4 تضر بها.

العلاقة بين الزهايمر والجنس والتعليم

تصاب النساء بمرض الزهايمر أكثر من الرجال. والسبب في ذلك غير واضح. وفقًا لإحدى الفرضيات، فإن الانخفاض في مستويات هرمون الاستروجين بعد توقف الدورة الشهرية هو المسؤول عن ذلك.

هناك علاقة عكسية بين التعليم وخطر الإصابة بالزهايمر: فكلما ارتفع مستوى التعليم أكثر، كلما قل خطر الإصابة بالمرض. من غير الواضح ما هو السبب الدقيق لذلك. هل تنشيط الدماغ هو الذي يحمي المتعلم أم أن المتعلم لديه وعي أكبر بالحفاظ على نمط حياة صحي؟ أو لربما مزيج من الأمرين؟

الاختلال الادراكي المعتدل  (MCI)

قبل أن يبدأ مرض الزهايمر، هناك مرحلة مسبقة تشهد اختلالًا عقليًا، ولكن ليس إلى الحد الذي يمس بالأداء الوظيفي. تسمى هذه الظاهرة بالاختلال الادراكي المعتدل (Minimal cognitive Impairment  اختصارًا (MCI

من بين الاشخاص  المصابين بالاختلال الادراكي المعتدل; حوالي  15 ٪ منهم يصبحون مرضى زهايمر كل عام ، ولكن ليس كل المصابين بـ MCI يصبحون مرضى الزهايمر.

العلاج الدوائي لمرض الزهايمر

في الوقت الحاضر، يوجد تحت تصرف المُعالجين عائلتين من الأدوية لعلاج الزهايمر:

• الأدوية التي تمنع تحلل الأستيل كولين وبالتالي تزيد من مستواه في الدماغ. الأستيل كولين مادة تشارك في أنشطة الدماغ الهامة. الأدوية هي دون بزيل (الأسماء التجارية: مموريت ، دون بزيل تيفع ، اسنتا )، ريفستيجمين  (الأسماء التجارية: اكسلون، الزاجمين، ريفستيجمين ديكسل )، جلنتمين ( الأسماء التجارية: ريمنيل ، جلانتمين).

فائدة هذه الأدوية محدودة في الوقت والنتيجة. يمكننا الحديث عن تحسن طفيف لبعض الوقت وعلى تأخير قصير الأمد في حدوث الاختلال.

قد يكون لهذه الأدوية واحد أو أكثر من الأعراض الجانبية التالية: الغثيان ، وفقدان الشهية ، وزيادة حركة الأمعاء (التبرُّز) ، وفقدان الوزن. يجب استخدامها بحذر إذا كنتم تعانون  من عدم انتظام ضربات القلب أو مشاكل في توصيل القلب أو من نوبات إغماء.

ظهرت من خلال دراسات واسعة النطاق أجريت في الولايات المتحدة ، نتيجتان إيجابيتان تمامًا فيما يتعلق بفعالية دونيبزيل  والريفاستيجمين. تبين أنهم أجلوا الموعد الذي كان يجب أن يتم فيه نقل المرضى إلى دار رعاية المسنين وقللوا من مدة الإعاقة. إن تأثيرات دونيبزيل  والريفاستيجمين  لها، بالطبع، أهمية اقتصادية كبيرة.

• دواء يحمي المستقبلات في الدماغ من سمية نواتج التحليل التي يزيد مستواها في مرض الزهايمر. أسماءها المعروفة هما ميمانتين ومموكس. فائدة هذا الدواء كبيرة في الأمراض المتوسطة إلى الشديدة.

وتجدر الإشارة إلى أن اعطاء  الدوائين بشكل مزدوج ليست أفضل من تناول كل دواء على حدة. لذا، على سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من أعراض جانبية بعد تناول دونيبزيل ، فيمكن إعطاؤه ميمانتين بدلاً من منه.

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2021 على استخدام دواء أدكانيماب، الذي يجب أن يزيل أو على الأقل التقليل من ترسبات الأميلويد في MCI (الحد الأدنى من الاختلال الادراكي ) وببداية ظهور مرض الزهايمر. يمكن الكشف عن هذا التقليل عن طريق مسح أميلويد خاص.

وتجدر الإشارة إلى أن الشركة المصنعة للدواء، شركة بيوجين، أجرت تجربتين واسعتا النطاق لفحص فعالية الدواء. في إحدى التجارب، كان الدواء فاشلاً للغاية، وفي تجربة أخرى تبين أن الدواء قد أبطأ إلى حد ما من وتيرة  تدهور مرضى الزهايمر المصابين به بإصابة طفيفة.

بناءً على هذه التجربة، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الـ FDA على استخدام الدواء، لكنه لا يزال مثيرًا للجدل الى حد كبير – علاوة على أنه من المتوقع أن يكون مكلفًا للغاية.

الأعراض الجانبية التي تمت ملاحظتها  للدواء كانت نزيفًا طفيفًا وانصبابًا في الدماغ والذي قد يكون مسؤولًا عن الصداع والغثيان.هناك أدوية  أخرى لها آلية عمل متشابه ولا تزال في مراحل مختلفة من البحث.

العلاج الدوائي للمشاكل المرتبطة  بالزهايمر

• إعطاء الأدوية المهدئة  عند الاصابة بالأرق.

• إعطاء دواء لعلاج الاكتئاب.

• هناك عدد غير قليل من الدراسات، بما في ذلك الدراسات الإسرائيلية، والتي بيّنت أن القنب الطبي يعالج بشكل فعال مشاكل الارق. يدور الحديث عن موضوع يتطلب اجراء دراسات على أعداد كبيرة من السكان، ولكن يمكن بالفعل القول أن الحديث يدور عن بشرى سارة، حيث أن العلاج بالأدوية المهدئة ينطوي على أعراض جانبية ليست بسيطة في احيانًا.

العلاج غير الدوائي لمرض الزهايمر

يشمل العلاج غير الدوائي لمرض الزهايمر العناصر التالية:

• البقاء في مراكز النشاط / مراكز الرعاية النهارية.

• النشاط البدني.

• النشاط العقلي

هل وكيف يمكن تجنب مرض الزهايمر؟

تبدأ التغييرات في الدماغ قبل سنوات عديدة من ظهور أي علامة سريرية. لذا، يجب معالجة جميع عوامل الخطر بجيل مبكر:

• يجب الحفاظ على ضغط دم طبيعي.

• يجب الحفاظ على مستوى طبيعي لدهون الدم.

• يجب الحفاظ على معدلات سكر طبيعية.

• يجب الاهتمام باستمرار في النشاط البدني والعقلي.

• يجب الحرص على نظام غذائي صحي (مثل حمية البحر الأبيض المتوسط).

• يجب الحفاظ على الروابط الاجتماعية ومحاولة إعطاء معنى للحياة.

علاج الأمراض المصاحبة

• يجب معالجة الأمراض المصاحبة بشكل جيد من أجل الحفاظ على الاداء الوظيفي والحيوية لفترة طويلة قدر الإمكان.

• يجب تجنب الأدوية غير الملائمة التي قد تسبب الأرق والارتباك.

• يجب الحرص على رؤية طبيعية (باستخدام النظارات المناسبة) وسمع طبيعي (باستخدام الاجهزة السمعية) حتى يكون المريض في علاقة جيدة قدر الإمكان مع البيئة المحيطة.

البيئة والسلامة

• الحرص على سلامة المريض. ومن جملة ذلك على سبيل المثال، يجب حمايته من الحرائق والغاز والأدوية، عن طريق تجنب الوصول إلى الأجهزة الخطرة (مثل الأفران والمواقد) وخزانة الأدوية.

• ضمان بيئة خالية من العوائق قدر الإمكان.

• يجب محاولة تجنب السقوط قدر الإمكان.

• من المفضل تركيب كاميرات في أماكن مختلفة بالمنزل للمراقبة عن بعد.

الرعاية الداعمة ونهاية الحياة

• من المناسب لكل شخص أن يكون لديه تعليمات وتوجيهات مسبقة بخصوص المشاكل الطبية التي قد تظهر عندما لا يستطيع التعبير عن نفسه فيها.

• هناك طريقة أخرى للتعامل مع حالات فقدان الاستقلال الادائي وهي من خلال الوثائق القانونية كالتوكيل الدائم. هذه وثيقة قانونية تستخدم  كبديل عن تعيين وصي.

يسمح التوكيل لأي شخص بالغ بتحديد من سيرعى شؤونه في المستقبل، إذا، وعندما، لا يستطيع رعاية شؤونه بنفسه. قد يشير التوكيل الدائم إلى الأمور الطبية أو الشخصية أو المالية أو لبعضها فقط. كما قد يتضمن "تعليمات مسبقة"، حيث يوضح  فيها طلبه في كيفية  قيام المُوكَل بشؤونه التصرف في المستقبل.

• يجب تجنب العلاجات العقيمة التي لا جدوى منها في نهاية العمر قدر الإمكان. يمكن لأي شخص بالغ أن يعطي مسبقًا تعليمات بخصوص العلاجات التي يرفض تلقيها في نهاية حياته. وفي ذات السياق: يجب محاولة تجنب المعاناة غير الضرورية لشخص يقترب من الموت.

• من المهم الحرص على تغذية متروية وودودة، والادراك أن تناول الطعام في هذه الحالة يجب أن يكون ممتعًا وليس تعذيبًا.

• يجب تجنب إدخال الأنابيب غير الضرورية في الجسم قدر الإمكان.

كيف سيكون التعامل مع مرض الزهايمر في المستقبل؟

البحث في مرض الزهايمر هو في جميع أنحاء العالم. يتم استثمار موارد ضخمة فيه، ولكن لا تزال هناك فجوة كبيرة بين فهمنا للمرض وقدرتنا على علاجه.

ومع ذلك، ما من شك أن المعرفة الكبيرة والواسعة التي تمت مراكمتها  ستُترجم يومًا ما إلى علاج فعّال سيبدأ في وقت مبكر، حتى قبل وجود عَرَض سريري.

لهذا العلاج المستقبلي وبهدف مراقبة فعاليته، يتم بالفعل حاليًا تطوير فحوصات خاصة ستسمح بتشخيص سيكون شبه مؤكد. سيتم إجراء الفحوصات في سن مبكر، لأنه - كما ذكرنا - تبدأ إصابة الدماغ قبل ظهور الاعراض السريرية بسنوات عديدة.

من بين الاختبارات التي ستجرى في المستقبل:

• فحوصات الدم: اختبار جيني لفحص وجود جين APOE وفحوصات لاكتشاف علامات مختلفة.

• فحص السائل الشوكي للكشف عن البروتينات Aβ و TAU والتي، كما ذكرنا سابقًا، تعتبر مسببات مرض الزهايمر.

• فحوصات التصوير: مسح الأميلويد ، و الـ MRI  الوظيفي، ومسح يفحص بشكل غير مباشر وجود التهاب في الدماغ، ومسح يفحص وظيفة المشابك العصبية.

التشخيص الحالي هو "على الأرجح" مرض الزهايمر. في المستقبل، سيكون هناك تشخيص بيولوجي وسيكون معدل دقته مرتفعًا للغاية، وسيكون من الممكن مراقبة العلاج بمساعدة فحوصات الدم وفحوصات السائل الشوكي وعن طريق المسوحات.

نظرًا لأن فحص السائل الشوكي مرتبط بإزالة السائل عن طريق ثقب بين الفقرات - وهي عملية ليست بسيطة وليست ممتعة أبدًا - نأمل في اكتشاف أكبر عدد ممكن من العلامات في الدم.

على الأرجح، سيتم في المستقبل علاج مرض الزهايمر قبل وقت طويل من ظهور العلامات السريرية - تمامًا كما يتم اليوم علاج ارتفاع ضغط الدم والدهون الزائدة في الدم قبل فترة طويلة من ظهور مرض القلب.


الخلاصة

مرض الزهايمر هو سبب رئيسي للخرف ( كيهيون). الحديث هو عن مرض خطير يستمر لفترة طويلة ويتطور نحو نهاية حزينة لا مفر منها.

حاليًا، يتم تشخيص المرض في الغالب في إطار الطب العيادي ويستند إلى قصة المرض و فحوصات الدم والاختبارات الادراكية اضافة الى فحوصات التصوير.

يوجد علاج للمرض يساعد لفترة معينة في جوانب مختلفة. البشرى السارة هي  أن هناك إمكانية لاتخاذ إجراءات وقائية: المشاركة بانتظام في النشاط البدني والنشاط العقلي، واتباع  حمية غذائية صحية مثل حمية البحر الأبيض المتوسط ، والحافظ على الروابط الاجتماعية، وعلاج جيد لعوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع مستويات الدهون في الدم.

في حالة الاشتباه بوجود مشكلة ادراكية، يجدر إحالة المريض إلى استشارة طب الشيخوخة أو الى الاستشارة النفسية للمسنين أو الى الاستشارة العصبية. كل هؤلاء الخبراء لديهم خبرة في مجال مرض الزهايمر.

يجدر إجراء فحوصات للكشف عن الأمراض التي تكون أعراضها مشابه للزهايمر، ولكن بعكس

الزهايمر فهي قابلة للعلاج.

في بعض الأحيان يتم تشخيص MCI ومن ثم تتم مراقبته على أمل ألا تتحول المشكلة إلى مرض زهايمر.

إذا تم التشخيص بمرض الزهايمر، يجدر الاستعداد للمستقبل، ومن جملة تلك الاستعداد هو تعيين الأوصياء الذين سيديرون شؤون المريض عندما لا يكون قادرًا على ذلك.

علينا ان نتأمل أن اليوم الذي سيكون فيه هناك علاجًا حقًا جيدا لمرض الزهايمر ليس بعيدًا تمامًا كما توجد الآن علاجات جيدة للأمراض التي تهدد الحياة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم والسكري.

 

الدكتور دانيال دليوت، أخصائي طب الشيخوخة، وطبيب في دار لرعاية المسنين ومستشار طب الشيخوخة في كلاليت


* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

שדות חובה

قم بالتحديد على الخيار الأمني

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج