فقد عرف الدواء حسب منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA): هو عبارة عن كل مادة سواء كانت طبيعية أو مصنعة تستخدم بهدف التشخيص أو التخفيف أو المعالجة أو الوقاية من الأمراض . و يميل كبار السن من الذين يبلغون خمسة وستون عاما وأكثر إلى تناول أدوية بشكل مستمر وبفترات منتظمة نتيجة لأمراض متعددة و مجتمعة في آن واحد . 90% منهم يتناولون على الأقل دواء واحد اسبوعيا , 40 % منهم يتناولون على الأقل خمسة أنواع مختلفة اسبوعيا , 12 % منهم يتناولون على الأقل عشرة أنواع أدوية مختلفة اسبوعيا بالإضافة إلى تناولهم الأدوية التي لاتحتاج إلى وصفة طبية والأعشاب والمكملات الغذائية .
تعتبر الخطة العلاجية لكبار السن من أكثر الخطط تعقيدا لعدة أسباب:
- أولا التغيرات الفسيولوجية المصاحبة لتقدم العمر والتي بدورها تؤثر على فعالية الدواء وحركته في الجسم من امتصاص وتوزيع واستقلاب والتخلص منه . مع تقدم العمر تقل نسبة الماء وتزداد نسبة الدهون وتقل كفاءة الكلى والكبد على التخلص منه وبالتالي سيمكث في الجسم لفترات أطول وهذا يتطلب من المعالج تقليل جرعته تفاديا لأعراضه الجانبية . ومن هنا لا بدّ الإشارة الى وجود خدمة الصيدلية الإكلينيكية في كلاليت , حيث يقوم الصيدلي السريري بمشاركة الطبيب في الخطة العلاجية واختيار الدواء والجرعة المناسبة بما يتوافق مع تاريخ المرضي والعلاجي للمريض ووفقا لبرتوكولات العلاج العالمية .
- ثانيا الصيدلية المتعددة وتعرّف الصيدلية المتعددة هو استخدام المريض لعدّة أدوية وهنالك اختلاف في تعريف الحد الأدنى من عددهم ولكن عادة يتراوح من 5-10 انواع مختلفة , وقد أثبتت الدراسات ارتباط الصيدلية المتعددة في زيادة تكاليف العلاج والأعراض الجانبية والتفاعلات الدوائية بالإضافة الى عدم التزامهم في تناول أدويتهم.
- ثالثا : غالبا ما يستبعد كبار السن من التجارب السريرية لذلك ما زلنا نجهل مدى تأثرهم وتأثيرهم ببعض الأدوية.
- رابعا : مع تقدم العمر يضعف السمع والبصر وتتأثر الذاكرة والذي بدوره يزيد من احتمالية الاختلاط بين الأدوية ويوثر على نجاعة العلاج . ونتيجة لكون المسنين أكثر عرضة من غيرهم للمخاطر الدوائية, كان لابد من كتابة هذا المقال التي يتضمن مجموعة من التوجيهات والنصائح التي تعزز الفائدة القصوى من العلاج وتقلل المشاكل الدوائية :
- يجب اعلام كل طبيب يتوجه إليه المريض عن التاريخ المرضي السابق والحالي والأدوية المستخدمة وإذا ما يوجد حساسية لأي صنف منها .
- مراجعة الأدوية مع الطبيب والصيدلي بشكل دوري , فمن خلال هذه المراجعة , يتم أحيانا إيقاف أدوية كتبت لفترة محدودة ولكن لعدم علم المريض تم استخدامها بشكل متواصل أواحيانا يتم اكتشاف تكرار في العلاج نتيجة لاستخدام نفس المادة الفعالة ولكن تحت أسماء تجارية مختلفة .
- تناول الدواء حسب توصيات الطبيب وتعليمات الصيدلي من ناحية الجرعة , عدد المرات , الزمن , الطعام وفترة الاستخدام . فهنالك بعض الأدوية التي يجب تناولها في الصباح الباكر مثل مدرّات البول والأدوية التي تستخدم لعلاج الكسل في الغدة الدرقية, وهنالك أدوية يجب تناولها في المساء مثل بعض الأدوية المخفّضة للكوليسترول.ويجب الاستفسار عن علاقة الطعام بالدواء , فقد لوحظ أن هنالك مجموعة من الأدوية التي يتأثر امتصاصها إذا ما كانت المعدة فارغة أو مليئة وأحيانا قد نلجأ إلى تناول الدواء بعد الطعام مباشرة بغرض التخفيف أعراضه الجانبية التي قد يتسبب بالآلام في البطن . ومن أشهر الأمثلة على ارتباط طريقة استخدام الدواء بنجاعة العلاج , دواء أليندرونات (Alendronate) الذي يعالج هشاشة العظم , فهو من الأدوية التي يتطلب من المريض تناولها في الصباح على معدة فارغة قبل الطعام بنصف ساعة مع كأس ماء من الحنفية فقط ليس ماء معدنية ولا عصير ولا حليب ولا قهوة , ويجب تناوله والبقاء لمدة 30 دقيقة بوضع منتصب لتجنب التهيجات في المريء. ومن هنا أود أن أنوّه إلى وجود خدمة الإرشاد الصيدلاني التي توفرها كلاليت في جميع صيدلياتها , حيث ينظم الصيدلي جلسة انفرادية مع المريض ويتم التأكد فيها من استخدام الصحيح للدواء والإجابة عن كل الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بأدويتهم .
- الاستفسار إذا ما يوجد تعليمات خاصة بالدواء مثل بعض الأدوية التي تحتاج إلى إجراء فحوصات لها بشكل دوري لمراقبة فعاليتها وتجنب سميّتها ومن أشهرها مميع الدم الذي يعرف باسم كومادين (Coumadin).
- السؤال عن الأعراض الجانبية وكيفية التغلب عليها وإعلام الطبيب في حال حدوثها , فهنالك أدوية تؤثر على اليقظة مثل المهدئات العصبية وبعض المسكنات لذلك يتطلب من المريض تناولها قبل النوم وتجنب الأنشطة التي تحتاج إلى يقظة مثل السياقة أو استعمال أدوات حادة.
- الاستفسار عن التفاعلات الدوائية , والمقصود بالتفاعل الدوائي هو أن تقل أو تزيد فعالية الدواء أوأعراضه الجانبية نتيجة تناول دواء آخر. التفاعلات الدوائية ليست مقتصرة فقط على الأدوية بل قد تكون مع مكملات الغذائية أومع الأعشاب أو مع نوع معين من الأغذية . ومن الأمثلة على ذلك الدواء الذي يستخدم لتخفيض مستوى الكلسترول سيمفاستاتين (Simvastatin) وعصيرالجريبفروت, فيجب تجنب تناول عصير الجريبفروت أثناء العلاج لأنه يزيد من مستوى الدواء في الدم وقد يؤدي إلى حدوث الأعراض الجانبية ( الآلام في العضلات ). وحرصا من كلاليت على صحة مؤمنيها فقد طوّرت أنظمة محوسبة تنبّه الصيدلي في حال وجود تفاعل دوائي ولا يمكن للصيدلي إتمام عملية الصرف الا بالرجوع الى الطبيب المعالج .
- يجب التأكد من صلاحية الدواء المدوّن على العلبة الخارجية .
- الحرص على تخزين الأدوية في عبوتها الأصلية وضمن الشروط المطلوبة ( في الثلاجة أو على حرارة الغرفة ) وبعيدا عن متناول الأطفال.
وفي الختام أوصي إذا واجهنا التباس في تناول أدويتنا نتوجه الى استشارة الطبيب والصيدلي , ويجب علينا أن لا ننسى أن الأدوية سلاح ذو حدين إذا استخدمت بطريقة صحيحة فلها العلاج الشافي وإذا استخدمت بطريقة عشوائية فلها العواقب الوخيمة.
مقال الدكتورة
الصيدلانية لانا قب نابلسي-عيادات كلاليت شرقي القدس
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات