لا شك أن العلم خطى كثيرا في فهم عمل الجهاز العصبي عند الإنسان إلا أن الأمور معقدة كثيرا مثلها مثل التعقيد والتركيب الذي يعمل به جهاز الأعصاب المركزي الذي يقوم بنقل الكميات الهائلة من المعلومات والتعليمات من والى الدماغ عن طريق أعضاء الجسم وحواسه.
إن وجود خلل في هذه الشبكة يؤدي إلى خلل في عمل الجسم أو في تطوره ومن هنا يدخل المختصين في مجال الأمراض العصبية لتقديم العلاج الممكن .
هذا المجال واسع جدا لما يحويه من تعقيدات وحالات مرضية, البسيطة منها والمعقدة والمستعصية, فكيف يتعامل معها المريض وما هو دور العائلة والمجتمع وأين الوسط العربي ومن هذه المعطيات التي تشير إلى وجود الأمراض العصبية في أوائل سلم الأمراض.
للحصول على المعلومات والتعرف على هذا المجال التقينا الدكتور محمد محاجنة من أم الفحم أخصائي واستشاري الامراض العصبية وتطور الطفل في كلاليت ,محاضر في كلية الطب في التخنيون ومدير قسم الأعصاب وتطور الطفل في مستشفى هيلل يافية في الخضيرة.
بعد دخولنا لقسم تطور الطفل كان الدكتور محمد محاجنة مشغولا بإحدى الحالات التي ظهرت عند احد إفراد عائلة,تعبر حالة نادرة خاصة أن مثل هذه العلامات شخصت في البلاد عن شخص أخر قبل ثلاث سنوات ...فسألناه هل يوجد لها علاج ..فأجاب: هذه حاله نادرة..يمكن أن نجد لها علاج,من جهة أخرى لا تقل أهمية يمكن أن نمنع إصابات جديدة أخرى.
وعن هذا المجال يقول الدكتور محمد محاجنة :
هذا المجال واسع جدا ويشمل الحالات الطبية الصعبة والمستعصية والبسيطة. ابتداء من مشاكل قصر الانتباه والتركيز والعسر التعليمي.التي من جهتنا كمختصين , خاصة في هذا الموضوع ,نهتم به هو الجهة الطبية وليس من التعليمية والتحصيلية لطالب.وبشكل عام معرفة المرض وتشخيصه تساعد على تلافي إصابات جديدة له داخل المجتمع.
هذا المجال يتعلق بجميع الاضطرابات والحالات المرضية التي تمس بالجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي وتضم أمراض الأعصاب الوراثية, أمراض الابيلبسيا " الصرع " , أمراض العضلات وحالات الخلل الحركي وإصابة العامود الفقري, التشويهات الخلقية, العسر التعليمي وقصر التركيز والانتباه والتوحد وحالات أخرى لن نذكرها في سياق التعريف بالموضوع.
مجمل الأمراض العصبية موجودة اليوم في المكان الثالث بعد مشاكل وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض التلوثية وعدد المصابين بالأمراض العصبية في الوسط العربي خاصة الأمراض العصبية مثل التخلف العقلي والأمراض النابعة من عوامل وراثية أكبر بضعفين عنه في الوسط اليهودي.
كيف يتم تشخيص الأمراض العصبية وما هي الأعراض المميزة لها:
قسم من هذه الأمراض يتم ملاحظته عن طريق الأهل أو من خلال الأطر التعليمية مثل مشاكل العسر التعليمي وتطور اللغة وهناك أيضا حالات فقدان الوعي واضطرابات الحركة , والام الرأس.
هناك حالات أخرى تظهر في الأيام الأولى بعد الولادة مثل مشاكل العضلات والحركة أو الصرع.
وهناك حالات تظهر في جيل متأخر وهي ترتبط بأمراض عصبية تظهر بالأساس في جيل متأخر.
حالات كثيرة من أمراض الأعصاب الوراثية تنتج بسبب عوامل وراثية عند الأهل من الممكن أن يتم اكتشافها خلال فترة الحمل عند القيام بفحوصات الحمل العادية مثل مسح أعضاء الجنين وفحوصات الحمل الوراثية.
لهذا نوصى الأهل الذي عندهم خلفية مرضية داخل العائلة إجراء هذه الفحوصات.
ممكن أن تظهر علامات تشير للشخص او لطبيب العائلة إمكانية لوجود اصابة بمرض عصبي فمثلا إصابة الدماغ لديه علامات كثيرة فعند وجود ورم دماغي يمكن أن يسبب أوجاع الرأس والتقئي.
مكان وجود الورم في الدماغ أهمية كبيرة أيضا فحسب المنطقة المصابة في الدماغ يكون لها انعكاسها الخاص على الجسم.
عندما يوجه الطفل إلى المختص بالأمراض العصبية يتم إجراء فحص سريري- لتشخيص الحالة واستقاء المعلومات من العائلة.
فحوصات اخرى - يمكن ان تقوم باجراء فحوصات اخرى فحوصات اخرى مثل فحص CT وفحص MRI الذي يعطينا معلومات عن المبنى التشريحي للجهاز العصبي نستطيع من خلاله فحص الجهاز العصبي ومكان الإصابة.
فحص EEG – هو فحص للأمواج الكهربائية التي تصدر عن الدماغ وهو يستعمل بالأساس لتشخيص أمراض الايبيلبسيا ( الصرع )
EMG – يستخدم لتشخيص أمراض العضلات والأعصاب المسؤولة عنها.
وذلك عدا فحوصات الدم التي تمكن فحص تركيبة الدم ومستويات الإنزيمات.ويمكن اجراء فحص DNA وهو فحص جيني متقدم.
ما هو العلاج لهذه الحالات ؟
تقدم هذا المجال ساعد في إيجاد علاج للكثير من الأمراض العصبية.
فلحالات قصر التركيز والانتباه هناك أدوية تساعد على علاج 80% -85% من الحالات.
في مرض الصرع وهو التسمية العامة للمرض هناك عدة أنواع من الصرع وهناك علاج ل- 80% من حالات الصرع عند الأطفال.
مجمل الأمراض العصبية موجودة اليوم في المكان الثالث بعد مشاكل وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض التلوثية.
ماذا عن التخلف العقلي ؟
عدد المصابين بالأمراض العصبية في الوسط العربي خاصة الأمراض العصبية مثل التخلف العقلي والأمراض النابعة من عوامل وراثية أكثر بضعفين عنه في الوسط اليهودي
نحن ننظر إلى التخلف العقلي كنوع من أنواع العسر التعليمي الصعب وعلاجه يجب أن يشمل أيضا الجهات التعليمية والتربوية والاجتماعية, وملائمة بيئة التعليم والوصول معا إلى جهاز كامل يهدف إلى مساعدة الأشخاص وإعطاءهم الإمكانيات للحياة بشكل مستقل.
ماذا عن مرض التوحد ؟
التوحد بشكل عام هو تأخر في تطور القدرات الاجتماعية وقدرات الاتصال بين الولد وبين محيطه ومجتمعه.
للمتوحد عالم ذاتي يختلف عن عالمنا.
للتوحد درجات: السهلة التي يقيم الشخص المتوحد علاقات اجتماعية ويمكن أيضا لهؤلاء الأشخاص أن يكونوا متفوقين في دراساتهم.
الحالات الأخرى وهي الصعبة عندما ينعدم التفاعل الاجتماعي وبالتالي لا يطور الولد كافة مهارته.
لكل منا عالم داخلي فمثلا عندما تكون بين مجموعة من الأصدقاء تجوب ذهنك أفكار أخرى تشغلك لكن تقوم بالسيطرة على هذه الأفكار والتعامل مع محيطك.أما التوحد فان المشكل تنبع من عدم وجود سيطرة على العالم الداخلي وأحيانا يعيش الولد في عالم ذاتي يسيطر عليه.
الأطفال المتوحدون يحتاجون في الأساس للأطر علاجية, التي تختص بإعطاء إجابة للاحتياجات التي لا يستطيع البيت والمجتمع توفيرها . مثل الطرق العلاجية وأساليب وطرق تساعدهم على التكيف الاجتماعية طبيعي
ما هو مرض المشاهير مرض باركنسون؟
يسمى باللغة العلمية مرض باركنسون وهو مرض يصيب منطقة معينة في الجهاز العصبي , منطقة الخلايا المسؤولة عن سلاسة الحركة وذلك نتيجة قلة في إفراز مادة دومانين.
في البداية تظهر على المصاب اضطرابات حركية بسيطة وتتطور لتصبح هناك مشاكل عضلية وضعف عملية التخطيط والاستنتاج بالتالي يعاني المريض من مشاكل حركية وذهنية.
المرض موجود عند الكثير من الأشخاص ومن أعراضه الرجفة لكن عند الأطفال الأسباب عادة وراثية.
لفحة الهواء التي تشل قسم من الوجه هل هي مرض عصبي؟
نعم فهناك عصب خلف الأذن مسؤول عن تشغيل عضلات الوجه.في حالات مرضية او بسبب اللتهاب ينتج ضغط على العصب مما يسبب شلل مؤقت في قسم من الوجه.
طبعا هناك علاج دوائي وإذا كان التشخيص أبكر تكون نسبة نجاح العلاج أفضل.
الرسالة التي يمكن أن نوجهها للمجتمع العربي:
التشخيص المبكر يساهم بإعطاء العلاج المبكر وبالتالي منع تطور الحالة في كثيرا من الأحيان.هناك أمور معروفة في مجتمعنا العربي تعد عاملا لزيادة هذه الحالات مثل زواج الأقارب ومن هناك هناك أهمية مضاعفة للتشخيص المبكر والقيام بفحوصات وقائية واستشارية.
يجب على المجتمع ككل ومن خلال مؤسساته أن تضغط على وزارة المعارف لإقامة المزيد المؤسسات التربوية والعلاجية حيث أن وجود هذه المؤسسات في الوسط العربي غير كاف ,وهناك ايضا حاجة لتطويرها وتطوير طواقم العاملين فيها.
الدكتور محمد محاجنة أنهى دراسته سنة 91 ,تخصص في طب الأطفال في مستشفى الكرمل وتخصص في أمراض الأعصاب وتطور الأطفال في مستشفى شنايدر لطب الأطفال من مجموعة كلاليت.