تعتبر مشكلة بروز الأذنين عند الأطفال احدى المشاكل الصعبة لما لها من تأثيرات نفسيّة سلبيّة على الطفل، إذ تعتبر هذه المشكلة مصدر ازعاج للعديد من الأطفال لما يقوم به زملائهم من مشاكسات وازعاج بسبب بروز الأذنين.
ولا يخلو ذهن القارئ من العديد من الألقاب التي تنسب إلى الأطفال الذين يعانون من بروز الأذنين والتي دون شك قد تسبب أيضاً إزعاجاً للوالدين. رغم أنه في العديد من الحالات يشير أهل الطفل إلى رضاهم من الوضع القائم وعدم تأثرهم من "التشوه" الموجود لدى طفلهم، وكون هذا "التشوه" طبيعياً، خصوصاً وأنه غالباً ما يكون وراثياً، فقد تجدُ أن أحد الوالدين، الأب أو الأم، يعاني من المشكلة ذاتها، ويختلف رد فعل الأهل بحسب ما قُدِمَ لهم من حلول.
فإذا وجدتَ أن الأب أو الأم قد عانى من مشكلة مشابهة ومرَ بجراحة مشابهة فإنهم يتوجهون بشكلٍ مباشرٍ إلى اجراء الجراحة. أما إذا تعايشوا مع هذه المشكلة وبلغوا سن البلوغ دون اجراء عملية جراحية للأذنين، فتجد أنّ تعاملهم سيختلف مع هذه المشكلة، فالبعض يدعي أن لا تأثير لبروز الأذنين على تطور شخصيتهم، نجاحهم وانخراطهم في المجتمع.
وتجد البعض الآخر يرغب في اصلاح المشكلة وأن يعطي أولاده ما لم يتلقاه في طفولتهِ، فقد عانى من هذه المشكلة، ولكن لم يتم تقديم حل لهذه المشكلة وبقي معها، وبما أن ابنه يعاني من المشكلة ذاتها فهو يريد أن يعطيه أفضل ما يملك ولا يريدهُ أن يمر بمثل تجربته.
على أية حال وبالرغم من أهمية موقف وقرار الوالدين إلا أن في عصرنا تعطى للأولاد فرصة التعبير عن رأيهم وفي غالبية الأحوال تجد القرار واضحاً وصريحاً معبراً عنه الطفل برغبته الواضحة لحل هذه المشكلة لتفادي المضايقات التي يواجهها في المدرسة وفي حياته الاجتماعية، ويقُولُ بشكل قاطع إنه يريد أن يكون مثل باقي زملائه.
لا شك اليوم لدي وقد أثبتت الدراسات العلميّة النتائج الإيجابية في التقليل من الأضرار السلبيّة الناتجة عن بروز الأذنين ومندون شكٍ أُوصي بإجراء هذه الجراحة في الوقت الملائم والطريقة الملائمة.
تعتبر مشكلة عدم التفاف غضروف الأذن هو المشكلة الأساسية التي تؤدي لبروز الأذنين، حيث أن الأذن الخارجيّة مركبة من غضروف وطبقة رقيقة من الجلد تغطي الغضروف، حيثُ يعطي الغضروف الشكل الذي يميز الأذن وأهم ما في شكل الأذن هو الغضروف الذي يعطي للأذن الشكل النهائي لها. إن عدم التفاف الغضروف يؤدي إلى بروز الاذنين.
هنالك مقاييس علميّة التي تحدد زاوية بُعد الأذن عن الرأس والمسافات التي تكون ضمن المجال الطبيعي والتي تحدد كبُر، شكل ومكان الأذن. إن هذه المعطيات ذات أهميّة كبيرة تفيد الطبيب الجراح حال قدومه لمعالجة مشكلة بروز الأذنين، فيأخذ هذه المقاييس في اعتباراته ويستعين بها لمعالجة مشكلة بروز الأذنين.
المشكلة الأساسية كما ذكر سابقاً التي تؤدي إلى التشويه في شكل الأذن هو عدم التفاف الغضروف. تهدف كافة العمليات الجراحية إلى اصلاح مشكلة بروز الأذنين من خلال التأثير على الغضروف، حيث تؤثر بشكل واضح ومهم على الغضروف لتعطي له الالتفاف المطلوب والزاوية المطلوبة والشكل الملائم الذي يشابه الشكل الطبيعي.
يتم اجراء الجراحة من خلال جرح في القسم الخلفي من الأذن في المنطقة القريبة من الرأس، ومن خلال هذا الجرح يتم فصل الأغشية حتى الوصول إلى غضروف الأذن ومن ثم بناء الالتفاف في هذا الغضروف ، حيث يتم ذلك بوضع الغرز الدائمة أو بواسطة النحت في الغضروف.
بعد العملية الجراحية يتم وضع الشاش بشكل خاص حيث يعبئ الفجوات في شكل الغضروف ومن ثم وضع لفة على الرأس تبقى لمدة اسبوع وذلك من أجل المحافظة على الشكل الخاص الذي يميز الأذن. إن استعمال هذه اللفافة الخاصة يتم لفترة لتتم إزالة الشاش واللفافات والكشف عن نتيجة العملية.
إن نتائج مثل هذه الجراحة جيدة وحسنة فهي تنال اعجاب الأهل والشخص المعالج، وتعتبر هذه العملية احدى العمليات الناجحة التي تعود بتأثير واضح على الشخص المتعالج حيث تقلل هذه الجراحة من الأضرار والضغوطات النفسية على الشخص المتعالج مما يساعده على الانخراط في المجتمع ويضيف إليه نجاحاً .
ما يجدر ذكره أن لا علاقة لهذه الجراحة بالسمع، إذ إن الجراحة تتم للأذن الخارجية دون المس بالأذن الداخلية أو بالأذن الوسطى.
* המידע המופיע במדריך הוא לידיעה כללית בלבד. יש לעיין בתנאי השימוש ומדיניות הפרטיות