بحث

dsdsdsd
الاحساس بالفقدان

مفهوم الموت لدى الأطفال..

ما هو الموت؟ وكيف يتعامل الطفل مع مفهوم الموت. امنحوا أطفالكم فرصة السؤال ،إذا لم يحصل الطفل على إجابات حقيقية على أسئلته فإنه يبحر بخياله لاماكن قد تسبب له ضائقة نفسية

العاملة الاجتماعية ايمان خلف

"إنكم تريدون أن تعرفوا أسرار الموت؛

ولكن كيف تجدوها إن لم تسعوا إليها في قلب الحياة؟

لأن البومة التي لا تفتح عينيها إلا في الظلمة, البومة العمياء عن نور النهار, لا تستطيع أن تنزع الحجاب عن أسرار النور.

فإذا رغبتم بالحقيقة في أن تنظروا روح الموت فافتحوا أبواب قلوبكم على مصراعيها لنهار الحياة.

لأن الحياة والموت واحد, كما أن النهر والبحر واحد أيضا.

هل انقطاع النفس غير تحرير النفس من دورانه المتواصل لكي يستطيع أن ينهض من سجنه ويحلق في الفضاء ساعيا الى خالقه من غير قصد ولا عائق؟

إنكم لا تستطيعون أن تترنموا بالأناشيد حتى تشربوا من نهر الصمت.

ولا تستطيعوا أن تباشروا الصعود إلى الجبال حتى تبلغوا قننها.

ولن تقدروا أن ترقصوا حتى تتسلم الأرض جميع أعضائكم."

كتاب "النبي" لجبران خليل جبران

ما هو الموت؟ كيف يتعامل الطفل مع مفهوم الموت؟ أسئلة كثيرة تثير الحيرة والارتباك وخاصة في حالة وفاة قريب للطفل. الأخصائية الاجتماعية إيمان خلف تلقي الضوء على موضوع يعتقد البعض أن من المحظور الخوض به أمام الأطفال.

ما هو الموت؟

حسب الموسوعة العلمية فالموت، من الناحية اللغوية، يعني انفصال الروح عن الجسد وتوقف أعضاء الجسم عن العمل. وبطبيعة الحال فإن الناس في مواجهة حالة الفقدان هذه، يحاولون إضافة معان أخرى تسهل عليهم تقبل هذا الفقدان وحتى التسليم به. ولكن الأمر مختلف لدى الأطفال الذين يواجهون الفقدان للمرة الأولى بدون الاستعداد الذهني والعاطفي لذلك، وبدون تراكم تجربة الفقدان كما  هو الأمر لدى الكبار. ولهذا تقع على الأهل مهمة حساسة في التعامل مع هذا الأمر.

عندما الطفل يسأل عن موضوع الموت والفقدان

 الموت هو تكثيف مروع لعملية الفقدان بشكل عام. ففي مراحل طفولته المبكرة، يتعرض الإنسان لفقدان بعض حاجياته مثل الكرة أو لعبة معينة أو حيوان أليف، ومن جهة أخرى فقد يشاهد أو يسمع عن موت بطل في فيلم سينمائي، وغالبًا ما يكون البكاء هو رد فعل الطفل أمام هذا الفقدان. وبالتالي فهذا الانكشاف لموضوع الفقدان- الموت- في جيل مبكر، يثير لدى الطفل التساؤلات حول معنى الموت.

وفي كثير من الأحيان يواجه البالغون أسئلة الطفل بالتجاهل أو التهرب أو باعتبار ذلك من المحرمات ووضع شارة "طابو" على هذا الموضوع، لاعتقادهم بأن الحديث عن الموضوع قد يضر بالطفل، ولذلك نراهم يحاولون إشغال الطفل بأمور أخرى، أو صرف انتباهه عن الموضوع.

تجربة الطفل  بثلاثة مستويات:

- المستوى الأول: المستوى العام، حين يسمع الطفل عن الموضوع عن بعد، من الأخبار أو بمشاهدة موت بطل فيلم أو مسلسل تلفزيوني، آنذاك يدخل الطفل في تخبطات وتتكون لديه العديد من الأسئلة حول الموضوع.

- المستوى الثاني: لدى وفاة إنسان يعرفه عن بعد، أي في إطار المعرفة السطحية، مثل وفاة والد صديقه، فبالإضافة للأسئلة والتخبّطات، يعيش الطفل في حالة من الارتباك العميق والانفعالات الشديدة، فهو يعرف الميت، ولكنه لا يعرف التعامل مع غياب هذا الإنسان.

- المستوى الثالث: لدى وفاة إنسان قريب. في هذه الحالة تكون صدمه الطفل شديدة، وحالة الطفل تتطلب المساعدة لمواجهة حالة الفقدان وللتعامل مع الموضوع برمته، حتى لا يؤثر ذلك الفقدان سلبًا على الطفل في المستقبل. للأسف فإن الكبار يميلون للتقليل من أهمية هذا الأمر، ولا يبذلون الجهود الكافية لمساعدة الطفل في التعامل والتعايش، مع هذه الحالة، وينبع هذا  التوجه من قبل الكبار لاعتقادهم الخاطئ أنهم بذلك يساعدون الطفل في تخطي حالته الصعبة، فنراهم لا يسمحون له بالحزن بطريقته الخاصة، وبذلك فهم يتجاهلون احتياجاته النفسية والعاطفية.

كيف ينظر الطفل إلى الموت:

الطفل، كالكبار، يعاني ولكن ليس باستطاعته إدراك الأمور كالكبار، لذلك من المهم منحه الانتباه الكافي وأن نحاول فهم واستيعاب مشاعره. ومن المهم هنا أن ندرك أن الطفل ينظر إلى الموت من زاويتين:

1- التفكير العقلي: أي تتكون لديه أسئلة جوهرية مثل: - ما هو الموت؟ -هل يفقد الميت حواسه مثل السمع والرؤية: -ماذا يشعر الميت؟ -وهل سيعود الميت؟ وغير ذلك من أسئلة..

2- الجانب النفسي: ويتعلق بمشاعر الطفل وتساؤلاته حول من المذنب بحدوث الموت؟ هل الموت هو عقاب له؟ هل الميت كان غاضبا منه؟ هل كان بالامكان منع الموت؟

3- اخبار الطفل: بالإضافة لذلك، هنالك أهمية لإخبار الطفل، بعمر ثلاث سنوات فما فوق، عن الوفاة مباشرة عند معرفة الأمر. ومن المهم أن يكون الشخص الذي يخبر الطفل مقربًا جدًا من الطفل، وتربطه بالطفل علاقة جيدة، ومن الممكن أن يرافقه أخصائي.

ومن المهم أن يتم نقل الخبر بكلمات واضحة حيث تُطرح الأمور كما هي، لا أن يُقال للطفل مثلاً: "جدك الآن موجود بالسماء" أو أن "أمك سافرت بعيدا جدا وستتأخر".

من المهم هنا التذكر بأن الطفل اذا لم يحصل على إجابات حقيقية على أسئلته فإنه يبحر بخياله لاماكن قد تسبب له ضائقة نفسية، ومثال على ذلك أنه عندما يقال للطفل بأن جده في السماء فمن الممكن أن يتخيل الجد وهو يسقط عند نزول المطر او إذا قيل للطفل بان الميت يحس فهذا يجعل الطفل يفكر بأنه يحس بالحر والبرد والخوف فيزيد من قلقه عليه.

وإضافة لكل ذلك فعندما يتم اخبار الطفل، مثلاً بأن عزرائيل يأتي ويأخذ الروح وأنه بوقت الحلم ليلا أيضا تصعد الروح إلى السماء، هذه أمور تخيف الطفل وخاصة وقت النوم فقد يعاني جراء ذلك من الكوابيس.

أمور هامة يجب تأكيدها للطفل:

من المهم أن يدرك الطفل الحالة بشكل واضح ولا لبس فيه عددًا من الأمور ومنها أن: الموت نهائي وكذلك نبذة عن أسباب الموت.

امنحوا أطفالكم فرصة السؤال

- الموت صعب بالنسبة للجميع، في جميع الأعمار، ولذلك يجب أن يشعر الطفل بأن أسئلته شرعية بصدد أي شي يخطر بباله.

- ومن المهم أيضًا، منح الأطفال فرصة الوداع: اسمحوا له بالتواجد وقت الجنازة، فهذا يساعده على التصديق بأن الموت هو نهائي ولا عودة منه.

- وكذلك من المهم التحدث مع الطفل بعد الجنازة حول ما حدث هناك وحول إحساسه.

- من المهم السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره وتقديم الأجوبة على  الأسئلة التي يطرحها، فهذه الأجوبة تحصن الطفل وتعزز قدراته لمواجهة الفقدان.

- من المفضل تجنيد المحيط الذي يعيش فيه لدعمه مثل المربين في المدرسة.

تحدثوا مباشرة مع الطفل:

على الأهل اعتماد الحديث المباشر مع الطفل، ومساعدته لترتيب أفكاره بكل ما يتعلق بهذا الموضوع، فبذلك نخفف عنه ونمنعه من الدخول في متاهات نفسية وفكرية، وكذلك يحد الأمر من مخاوفه،  وهذا بالطبع يودي بالطفل لتطوير مفهومه لمصطلح الموت بشكل عقلاني.

* המידע המופיע במדריך הוא לידיעה כללית בלבד. יש לעיין בתנאי השימוש ומדיניות הפרטיות

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

יש לנו ים של דברים לספר לך על כללית...

רוצה לשמוע טיפה?

צריך רק למלא את הטופס - אנחנו נעשה את השאר

הצטרפות לכללית - אתר חדש

מלאו את פרטיכם ונחזור אליכם בהקדם

الحقول المطلوبة

שימו לב שאתם מספקים בטופס זה מידע אישי ורגיש

Accessibility