أصعب أنواع الاعتداءات على الأطفال هو الاعتداء الجنسي. فبالإضافة إلى كونه انتهاكًا لحرمة الجسد، فالحديث يجري عن طفل لم يملك بعد مقومات الدفاع عن نفسه بالشكل الكامل، والأسوأ أن ذلك يتم في ظروف من التكتم ومن قبل قريبي الطفل، الذين اعتاد الطفل أو تم تثقيفه على ضرورة الانصياع لهم.. إنه الجحيم الذي لا يريد أي والدين أن يقع ابنهم أو بنتهم فريسة له.
ماذا تعني الاعتداءات الجنسية على الأطفال:
عندما يقوم إنسان بالغ، أو مراهق، باستخدام الطفل لإشباع رغباته الجنسية، وذلك بتعريض الطفل للتحرش الجنسي، عن طريق ملامسته أو حمله على ملامسة البالغ المتحرش جنسيًا.
ويشمل التعريف، أيضًا، الاعتداء عن طريق المجامعة؛ التقاط الصور الإباحية له؛ حمل الطفل على مشاهدة صور أو مواقع إباحية.
بالإضافة لهذا الشكل من الاعتداءات، نجد أن الاعتداء يتم، أيضًا في السنوات الأخيرة، بواسطة الانترنت، حين يقوم إنسان بالغ بإخفاء هويته الحقيقية، وبالتالي يخفي سنه كإنسان بالغ، ويبني علاقة مع الطفل أو الطفلة، ويصل الأمر حد اللقاء والاستغلال الجسدي بعد أن يكون الطفل قد وثق به.
المعتدي من "خش البيت":
خطورة الاعتداءات الجنسية على الأطفال كونها تحدث في الخفاء. في أغلب الأحيان فإن بالغين معروفون للطفل الضحية (أقرباء من الدرجة الأولى أو الثانية)، هم من يقوموا بالاعتداء عليه. وهكذا فإن الاعتداء هو بمثابة عملية مقصودة ومخطط لها وتحدث عند اختلاء البالغ بالطفل.
يقوم البالغ، عادة، بإغراء الطفل بدعوته إلى نشاط معين، مثل رؤية كلب أو قطة لديه في البيت، أو يقوم بمنحه الهدايا وأغراض يحبها جدا.
عندما يتم الاعتداء من قبل شخص غريب عن العائلة، فمن الممكن أن يكون هذا الغريب صديقًا للعائلة، ولذلك فإنه يخطط لبناء علاقة ثقة مع الأهل حتى يُتاح له الاعتناء بالطفل وحتى مرافقته إلى أمكنة معينة، وبالتالي يقوم هذا الشخص الغريب عن الطفل، باستغلال هذه الثقة لدخول بيت الضحية لتنفيذ مأربه والاعتداء على الطفل.
تثقيف الطفل على عدم الرضوخ لسلطة الكبار
يطمئن المعتدي الطفل، عادة، بأن ما يحدث هو أمر طبيعي جدا وليس خطأ، وأن لا عيب في تصرفه. وبما أن "الأمر طبيعي" حسب ادعاء المعتدي، يستجيب الطفل، وبما أنه يتم تثقيف الأطفال لدينا على الرضوخ لسلطة الكبار المحيطين به، (لأننا نثقفهم على أنه من العيب أن يعارضوا رغبة الكبار)، فالطريق سهلة لتنفيذ الاعتداء.
تنحسر هذه الثقة، عادة، بعد المحاولة الثانية، إلا أن التحذيرات والمخاوف تكون قد استقرت في نفس الطفل وأصبح لدينا هنا ما نسميه لعبة "السر الصغير"، بين المعتدي والطفل. ولأن المعتدي يعرف أن سلوكه مخالف للقانون وللأخلاق فإنه يحذر الطفل، أكثر من مرة، بأنه في حالة "إفشائه للسر" فانه سيعاقب من قبل أهله ويمكن أن يصل الأمر تهديد الطفل بأنه من الممكن أن يُقتل على يد والديه، أو التهديد بمضايقة أغلى الناس عليه.
هنالك إمكانية أخرى وهي التحرش بالطفل بطريقه عنيفة وقاسيه حيث يقوم المعتدي باستخدام العنف والتهديد، فيخاف الطفل ويتعاون مع المعتدي.هذا النوع يخلف لدى الطفل آثارًا عميقة وصدمة قوية جدا ناتجة عن الخوف والعجز.
الاعتداءات الجنسية تتميز بأنها تتطور بشكل إضطرادي، حيث يبدأ لمعتدي بمداعبات تتحول، فيما بعد، إلى ممارسات جنسيه أعمق.
انتقام الطفل:
هذه المعطيات تصعب العلاج وأيضا فهي تحمل الآثار السلبية، من حيث تأثيرها وإسقاطاتها، وأيضَا من حيث طرق الحل.
ومن الجدير ذكره هنا أن إحدى إسقاطات الاعتداء الجنسي على الطفل هو قيام الطفل الضحية بالاعتداء على أطفال آخرين ومن هنا فان الاعتداء الجنسي هو دالة على تعرض الطفل المعتدي للعنف الجنسي، وباعتدائه هو فإنه عمليًا يطلب المساعدة العلاجية.
الاحتفاظ بالسر
يحتفظ الطفل، عادة، بالسر وهذا يؤدي إلى:
- إمكانية اعتدائه على أطفال آخرين، أيضا كطفل وأيضا كبالغ، حتى يشعر بأنه يستعيد السيطرة على جسده .
- تعرض الطفل مرة تلو الأخرى للاعتداءات لأنه يكون فاقدا للثقة بذاته.
- يقوم الطفل بدفن مشاعره وأزمته باللاوعي فتظهر هذه الصعوبات باضطرابات ومعاناة نفسية، يكتشفها، عند بلوغه، عندما يصل للعلاج النفسي.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات