تاريخ التدخين
اكتشاف أمريكا من قبل الرحّالة كولومبوس كان حدثًا هامًّا جدًّا للإنسانية، لكنه جلب لنا نبتة كان يستعملها الهنود في طقوسهم حتى يصلوا إلى الذروة، وهذه النبتة هي التبغ الذي يدخّنه الملايين حول العالم، ويؤدّي إلى الإدمان وإلى ظهور الأمراض المتعلّقة بتدخينه مثل سرطان الرئة، انسداد الأوعية الدموية في الأطراف، أمراض القلب، الالتهابات المزمنة في الرئتين، العين، وترهّل الجلد...
أضرار معلنة وواضحة مسبقاً
بالرغم من الضرر الواضح الذي يسبّبه التدخين إلا أن عدد المدخّنين في تزايد مستمرّ، وخاصة في البلدان النامية، حيث أن تأثير شركات التبغ أخذ بالتزايد بعد أن أقفلت أبوابها في البلدان الغربية نتيجة زيادة الوعي لأضرار التدخين ومنع التدخين في الأماكن العامة. يعتقد بعض المدخنين أنّ استعمال الشيشة أو الأرجيلة قليل الضرر مقارنة بمنتجات التبغ الأخرى كالسجائر أو السيجار أو الغليون. لكنّ الحقيقة العلمية والدراسات تشير إلى أنّ تدخين الشيشة لا يقلّ ضررًا عن تدخين السجائر إن لم يكن أكثر ضررًا. ومن المعلوم والثابت علميًّا أنّ مدخّني السيجار، مثلاً هم الأكثر عرضةً للإصابة بسرطان الفم والحلق مقارنة مع غير المدخّنين.
ظهرت مؤخرًا دراسة علمية تابعت آثار التدخين على المدخنين على مدى 50 عامًّا. وتبيّن أنّ التدخين يقصر من عمر المدخّن. وكان أهمّ ما توصّلت إليه هذه الدراسة هو أنّ أعمار المدخنين تقلّ عن أعمار نظرائهم من غير المدخنين بنحو 10 سنوات في المتوسّط. وأن الإقلاع عن هذه الآفة يخفض من آثار تلك المخاطر على الصحّة.
التدخين وحياتنا الجنسية
الانتصاب عند الرجال يعتمد على تدفق الدم في الشرايين، والتدخين يؤدي إلى انسداد الشرايين، أي أن المدخن لا يتمتع بانتصاب جيد يمكّنه من الإيلاج والاستمتاع بالعلاقة الجنسيّة كغيره من الرجال غير المدخّنين.
وتتأثر العلاقة الجنسية بالمظهر، فالمدخّن تظهر عليه أعراض الشيخوخة مبكرًا، وذلك بسبب تأثير التدخين على الجلد، وأيضًا الرائحة المنبعثة من الفم واصفرار الأسنان قد تؤدّي إلى أن ينفر الشريك الآخر منه، وبالتالي عدم ممارسة الجنس معه، وهذا ما يطلبه الرجال دومًا من النساء أن يكنّ جميلات وأن تكون رائحتهنّ زكية.
لذلك، كلنا يريد حياة جنسية أفضل ومن دون روائح كريهة ومع أسنان بيضاء لامعة. لهذا، فإنّ كلمات التحذير على علب السجائر تخاطب المدخن بعبارات ذات طابع جنسي مثل: "التدخين يسبب العجز الجنسي"، "التدخين يدمّر الحيوانات المنوية"، "التدخين يدمّر الحياة الجنسية"
التدخين والاداء الجنسي: دراسات وابحاث
أظهرت دراسة أجرتها جامعة هونج كونج أنّ الإقلاع عن التدخين يمكن أن يحسّن من القدرات الجنسية الضّعيفة. وكشفت الدراسة عن أنّ نحو 54 في المائة من المدخّنين الذين يخضعون للعلاج من الضّعف الجنسي قالوا إنّ مشكلاتهم الصحيّة تحسّنت في غضون ستة أشهر بعد إقلاعهم عن عادة التدخين.
وفي المقابل، ثمّة نحو 28 في المائة فقط من الرجال الذين عولجوا من ضعف الانتصاب يواصلون التدخين، ما يعني أنّ المقلعين يتمتّعون بفرصة أكبر بنسبة 91,5 في المائة في التمتّع بحياة جنسية أفضل.
على الرجال المدخّنين الذين يريدون الاستمرار في ممارسة الجنس والاستمتاع التوقّف عن التدخين اليوم وليس غدًا، لأننا اليوم نستطيع تقديم الدعم النفسيّ والدوائي حتى الإقلاع عن التدخين.
العلاج ليس فقط عبر إعطاء أدوية أو بدائل نيكوتين وإنّما عبر تغيير العادات والسلوك، أيضًا. عليك التوجّه إلى طبيب العائلة وهو بدوره يعمل على تسجيلك في إحدى الدورات للتوقّف عن التدخين .
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات