يوجد في بعض الأحوال أعراض وعلامات للإصابة بالسكري من النوع الثاني أبرزها العطش وكثرة التبول. ولكن معظم الحالات قد لا يحدث بها أية أعراض ظاهرة. وقد لا يتم تشخيص أو اكتشاف السكري إلا بعد تقدم الحالة. وحسب الإحصائيات الطبية فإنَّ ثُلث المصابين بالسكري من النوع الثاني لا يعلمون أنهم مصابون به. حيث أن هناك بعض الأشخاص يصابوا بالسكري لأكثر من ثماني أعوام بدون تشخيص وفي هذه الحالة قد يبدأ الضرر الناتج من ارتفاع السكري وقد تصاب أعضاء الجسم مثل الكلى أو العين أو الأعصاب نتيجة المضاعفات. يُعد الاكتشاف المبكر للإصابة بمرض السكري من الأمور المهمة والتي تقلل من المضاعفات التي قد تحصل.
اذا تمكن المريض من السيطرة على مستوى السكر في الدم ونسبة مخزون السكر، سيكون من السهل تجنب معظم المضاعفات التي قد تحدث في الجسم.
إن مضاعفات ومضار مرض السكر متعددة وترتبط بعاملين أساسيين:
مدى اتزان المرض ومعدل نسبة الجلوكوز في الدم: كلما زاد معدل نسبة الجلوكوز في الدم كلما دل ذلك على أنَّ المرض أقل اتزانا وبالتالي عواقبه شديدة اكثر.
سنوات المرض: يبدأ التأثير السلبي للمرض على أعضاء الجسم المختلفة بالظهور للعيان بعد عدة سنوات من تشخيص المرض نتيجة تراكم الأضرار التي تسببها نسبة الجلوكوز العالية على أنسجة الجسم المختلفة.
يسبب مرض السكر العديد من المضاعفات طويلة وقصيرة المدى. الأعراض قصيرة المدى تتطلب رعاية طبية فورية. سأتطرق بحديثي اليوم عن المضاعفات طويلة المدى التي تنشأ نتيجة عدم انتظام مستويات السكر ومع مرور الوقت وقد تكون خطيرة جدا اذا لم يتم السيطرة عليها في بداية ظهورها. وهي :
1. اعتلال الشبكية وفقدان البصر
يمكن لداء السكري تدمير الأوعية الدموية لشبكة العين (اعتلال الشبكية السكري)، وهو ما يُحتمل أن يؤدي إلى العمى، ويزيد أيضًا داء السكري من خطورة الإصابة بحالات بصرية أخرى، مثل المياه البيضاء والمياه الزرقاء.
2. أمراض القلب والأوعية الدموية
مرض السكر يعتبر من أهم عوامل الخطر لتصلب الشرايين ومنها الشرايين الإكليليَّة التي تزود الدم للقلب، وانسداد هذه الشرايين يؤدي للذبحة الصدرية والجلطة القلبيَّة. بحسب دراسات أمريكية أجرتها الجمعية الوطنية للقلب فإن مشكلات القلب والأوعية الدموية هي السبب الأساسي وراء وفاة 80% من مرضى السكري، وتعتبر النوبة القلبية هي السبب الأول للوفاة وقد تظهر أعراض النوبة فجأة، أو تكون خفية مع الشعور بألم خفيف فقط.
3. اعتلال الكلى والفشل الكلوي
الضرر للكلى يحدث عادة بعد الضرر للعيون ويبدأ بدون عوارض. الكلى السليمة لا تسمح بخسارة البروتينات ولكن في هذه الحالة المرضية فالضرر التي تعاني منه الكلية يتمثل بخسارة البروتينات واهمها "الالبومين" عن طريق البول. ارتفاع في الوزن، ووجود دم في البول. الأضرار للكلى متنوعة ويمكن أن تصل في نهاية المطاف إلى الفشل الكامل للكليتين ليكون المريض منوط بالغسيل الكلوي الدائم. تجدر الإشارة إلى أن مرض السكر يشكل السبب الأول للفشل الكلوي عند الكبار.
4. الجلطة الدماغية :
تصلب الشرايين نتيجة السكري يشمل أيضًا الشرايين التي تزود المخ بالدم لذلك فإن الجلطة الدماغيَّة هي إحدى عواقب المرض، وشائعة بضعفين إلى أربعة بالمقارنة مع الأشخاص المعافين.
5. اعتلال الأعصاب الطرفية : في البداية يشعر المرض بالخدر والنمنمة باليدين والقدمين، والأوجاع ومن ثم يتطور لانخفاض الإحساس.
6. مشاكل الأطراف: نتيجة انخفاض القدرة على الإحساس في الأطراف وخاصَّةً الأرجل فإنَّ المريض لا يشعر بإصابات أو جروح روتينيَّة وبالتالي هذه الجروح قد تصاب بالخمج ويتطور معها الالتهاب إلى درجه قد نضطر لبتر الأطراف المصابة. إذا استثنينا الحوادث على أنواعها فإن مرض السكر يعتبر السبب الأول لبتر الأرجل.
7. اعتلال الجهاز العصبي الذاتي: الحاق الضرر به يؤدي إلى عدَّة عوارض أهمُّها:
التفريغ البطيء للمعدة مما يُسبِّب الغثيان والتقيُّأ المزمن
احتباس البول: أي أنه يصعب على المريض إفراغ المثانة البوليَّة
نقص ضغط الدَّم الوضعي: هبوط في ضغط الدم عند تغيُّر وضعيَّة الجسم مثلاً عند الانتقال لوضعية وقوف من وضعية استلقاء مما يُسفر عن الشعور بالدَّوران وحتى الإغماء
العنانة : عدم القدرة على الانتصاب عند الذكور
8. الخمج: مرض السُّكر يُضعف جهاز المناعة من جهة ومن جهةٍ أخرى تراكم السُّكر في الأنسجة يُشجع على نمو الجراثيم والفطريَّات. الأماكن الأكثر شيوعًا للتعرض للخمج هي الجلد وكف الرجل واللثة. قدم السكري هي الأكثر شيوعا والتي تكون بحاجة لعلاجات طويلة وقد تتطلب هذه العدوى في نهاية الأمر بتر إصبع القدم أو القدم أو الساق.
أن الإصابة بمرض السكري لا تعني أن الحياة قد انتهت. فالسكري مرض يمكن أن يتعايش الشخص معه دون أن يؤذيه اذا تم التحكم به والسيطرة عليه وذلك عن طريق العلاج المناسب واتباع نمط الحياة السليمة وبالتعاون مع الطبيب المعالج والتواصل الدائم مع الطاقم الطبي وعمل الفحوصات الدورية والوقائية بموعدها المحدد وبالالتزام بالأدوية المناسبة لكل مريض.
وكلما كانت عملية السيطرة على مرض السكري ناجحة وجميع الفحوصات الوقائية تجرى بوقتها وبانتظام كلما استطعنا أن نمنع حدوث المضاعفات أو نأجلها قدر الإمكان.
بفضل البرنامج الذي تعمل بموجبه كلاليت منذ 14 عامًا بإمكاننا الشعور بالاعتزاز بالنتائج الممتازة في مجال علاج السكري. ونحن في كلاليت على متابعة حالة المعالَجين بشكل دوري و90% من المعالَجين يتجاوبون مع العلاج والمتابعة بهدف الوصول إلى التوازن في مستوى السكر وفي الأمراض المزمنة الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول في الدم والمزيد…..
ونحن في عيادة المجد نتابع مرضى السكري باستمرار وندعو المرضى لزيارة الطبيب وإجراء الفحوصات السريرية والمخبرية الدورية ونوفر أخصائية للسكري لمتابعة المرضى والحفاظ على توازن السكري.
في كلاليت شرقي القدس تتوفر خدمات واسعة وشاملة لمرضى السكري فيوجد في العيادات الاستشارية في الشيخ جراح عيادة للسكري مع كادر من أفضل الأطباء و الممرضين المختصين بهذا المرض للكبار وعيادة خاصة للأطفال وعيادة لقدم السكري التي تعنى بصحة القدم لدى مرضى السكري من خلال برنامج مهني كامل تتم مرافقة المريض خلال جميع مراحل العلاج حتى للوصول إلى التوازن السليم للسكري. ومن خلال هذه الخدمات المتميزة تم بعون الله الوصول لنتائج مبهرة مع المئات من المرضى بجميع مناطق القدس.
مقال الدكتورة نورا فراج- طبيبة عائلة - مركز المجد الطبي-كلاليت بمناسبة اليوم العالمي للسكري الأسبوع القادم
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات
