بحث

dsdsdsd
السكريات  - ما هو مرض السكري؟

سكري النوع الثاني وسكري النوع الأول (سكري البالغين) وأعراض السكري

ما هو مرض السكري؟ ما هو العامل الذي يؤدي الى ظهوره؟ ما الفرق بين السكري من النوع الأول والثاني؟ ما هي مضاعفات المرض وكيف نعالجها؟

د. ليئور براف

​ما هو مرض السكري؟

يتسم مرض السكري بتركيز عالي للسكر ( الجولوكوز ) في الدم .

ويدعى هذا المرض في اللاتينية  Diabetes mellitus ( البول الحلو ) .

مصدر الاسم : عندما يتجاوز مستوى السكر في الدم عتبة ما ( 180 ملغرام لكل ديسيلتر )  ، فانه يتغلب على قدرة الكلى على امتصاصه ، ونتيجة لذلك يتم فرز السكر الزائد في البول – وهي الحالة التي تسمى " بيلة سكرية "  او " البول السكري "  ( جليكوزوريا ) .

اذا لم تعالج المستويات العالية للسكر في الدم  فإنها قد تؤدي الى مضاعفات ( مضاعفات السكري ) .وهذا ما سنفصله لاحقًا .

يعتبر مرض السكري من الأمراض الشائعة جدا في العالم ، ومعدل المصابين به بازدياد مطرد . وتشير التقديرات الى أن ما بين 8% - 9% من سكان اسرائيل مصابون بمرض السكري وأن حوالي 20% من المصابين بالسكري لم يُشخصوا بالمرض ، وهم لا يعلمون أصلًا بوجوده .

ما هو سبب ظهور المرض؟

السبب  الرئيسي  لمرض السكري هي نقص نسبي أو كامل لهرمون الانسولين أو بسبب خلل في عمله الوظيفي  وذلك بسبب مقاومة خلايا الجسم لعمل الانسولين ( مقاومة الانسولين ) .

يُنْتج الانسولين في غدة البنكرياس ويفرز منها للدم وذلك كاستجابة على الارتفاع بمستوى السكر والذي يحدث بعد الطعام . وظيفة الانسولين هي ادخال السكر الى مجرى الدم والى خلايا الجسم المختلفة ، حيث يكون هناك السكر ضروريًا  لإنتاج الطاقة اللازمة  لعملها الطبيعي  والسليم  .

ومن الجدير معرفته أن السكر لا يأتي فقط من الطعام المُحلى ( " السكر الأبيض " ) أو الفواكه ( " سكر فواكه " ) وإنما أيضًا من مأكولات  تحتوي على النشويات مثل الأرز ، والبطاطا ، والبستا ، والخبز وما الى ذلك .

ما هي الأنواع المختلفة لمرض السكري؟

 سكري النوع الثاني هو نوع السكري الأكثر انتشارًا ، حيث يعاني منه نحو 95% من المصابين بالسكري . وتعود أسبب هذا النوع من السكري الى عدة أسباب ومنها،  نمط حياة مستقر( خامل ) ، السمنة الزائدة ، ونزعة جينية  للإصابة بالمرض . ونتيجة لذلك ، تنمو وتتطور "مقاومة الانسولين " التي تسبق ظهور مرض السكري .

وفي حالة وجود مقاومة للانسولين تعترض خلايا الجسم عمل الانسولين الذي من المفترض أن يدخل اليها السكر عبر مجرى الدم . تحاول خلايا البنكرياس التي تفرز الانسولين التغلب على هذه المقاومة عن طريق افراز كميات كبيرة من الانسولين . لفترة معينة ، تعمل آلية التعويض هذه كما يجب ، ولكن بمرحلة ما " تُنْهك " خلايا البنكرياس ، وافراز الانسولين يبدأ بالتناقص ، وقيم السكر في الدم تزداد باطراد .

 

سكري النوع الأول ويمسى أيضًا سكري "البالغين " . ويعاني من هذا النوع حوالي 5% من مرضى السكري . ويعود سبب هذا النوع من السكري الى تلف خلايا البنكرياس التي تنتج الانسولين . ونتيجة لذلك، لا يستطيع السكر الدخول الى خلايا الجسم ما يؤدي الى تراكمه في الدم .

 

سكري الحَمْلْ : يدل اسم هذا النوع من السكري عليه : يتطور مرض السكري  في فترة الحمل. سكري الحمل هو بشكل عام سكري من النوع الثاني : يعود سببه غالبًا الى  تطور مقاومة للانسولين في الجزء الاخير من الحمل.

 

سكري أحادي الجين: هذا النوع من السكري نادر نسبيًا : 1% فقط من مرضى السكري مصابين به. واسم هذا النوع من السكري يدل عليه : سببه ظهوره هو جيني ، أي انه ينتقل وراثيًا . يظهر هذا النوع بشك عام بعمر الشباب – قبل جيل الـ 30 عامًا - وسببه خلل في تطور أو في  وظيفة خلايا البنكرياس التي تفرز الانسولين .

تجدر الاشارة الى أن هناك أسباب أخرى لمرض السكري ، ولكن انتشار أنوع السكري هذه قليل جدًا ، ولا يتسع المجال لذكرها هنا .

ما هي أعراض مرض السكري؟  

يتم اكتشاف السكري - كأمراض مزمنة كثيرة ،  عن طريق الصدفة ، في اعقاب فحص دم عشوائي يتبين من خلاله وجود قيم ومعدلات سكر عالية في الدم .

تتسبب قيم ومعدلات السكر العالية في افراز السكر الى البول . لذا يزداد حجم البول ، ونتيجة لذلك يشتكي الكثير من المصابين بمرض السكري من كمية بول كثيرة ( بوليئوريا )  ومن الحاجة الى الشرب الزائد (الشعور بالعطش - بوليديفسيا ) . ويعود سبب ذلك الى الحاجة الى تعويض السوائل المفقودة في البول  .

وبسبب فقدان السكر الذي ينتقل الكثير منه الى البول ، قد يفقد مصابو السكري من وزنهم – ما يؤدي الى زيادة شعورهم بالجوع ( النَهم -  بوليبانيا ) .

وهناك شكاوي اخرى منتشرة لدى مصبي السكري كالشعور بالإرهاق والاعياء  والوهن  اضافة الى غباش الرؤية .

ما هي عوامل خطر السكري؟

عوامل خطر سكري النوع الاول

معظم عوامل خطر سكري النوع الأول غير معروفة . فقريب عائلة من الدرجة الأولى مصاب بالسكري من النوع الاول هو عامل خطر ، ولكن الخطر جراء ذلك منخفض ( خطر بنسبة 6% للطفل للإصابة بسكري البالغين اذا ما كان والده مصاب بالمرض . ينخفض هذا الخطر الى 3% اذا ما كانت والدته مصابة بالمرض ) .

لا يوجد دلالات على أن لعوامل الخطر البيئية – كالفايروسات – تأثير ما على الاصابة بمرض السكري من النوع الأول .

لدى المصابين بمرض السكري من النوع الأول نزعة أكبر من عامة الناس للإصابة بأمراض مناعة ذاتية أخرى مثل قصور الغدة الدرقية ، ولكن من غير الواضح اذا ما كان الأشخاص الذين لديهم أمراض مناعة ذاتية أخرى ذات نزعة أكبر من عامة الناس للإصابة بالسكري من النوع الأول .

عوامل الخطر للسكري من النوع الثاني

خطر الاصابة بالسكري من النوع الثاني يعود بالأساس الى نزعة جينية ومن نمط حياة غربي بما يشمل الاستقرار (الخمول او نقص النشاط البدني ) ومن الزيادة في الوزن .

يوجد في اسرائيل مجموعات اثنية مصابة أكثر بالسكري من النوع الثاني ومنهم عرب ويهود من أصول يمينة ، ومن شمال افريقيا ، ومن اصول شرق أوسطية وآسيوية .

عامل خطر آخر مهم هو العمر : فكلما مرت السنين يزداد خطر الاصابة بالسكري من النوع الثاني .

كيف يتم تشخيص مرض السكري؟

يتم تشخيص مرض السكري عن طريق فحص الدم .

مستوى سكر بالدم ، اثناء الصوم ،  اعلى من 126 ملغرام  لكل ديسلتر  ، قيم ومعدلات اكثر من 200 مليلغرام لكل ديسلتر أثناء تحمل السكر أو مستوى هموجلوبين السكري ( والذي من خلاله يمكن دراسة مدى توازن السكري في الثلاث أشهر التي سبق الفحص ) أكثر من 6.5  ، تزيد كلها من مخاوف الاصابة بالسكري . 

ولكي يتم تشخيص السكري يجب أن تكون هناك نتيجتين غير سليمتين من بين الثلاثة فحوصات المذكورة اعلاه .

مرحلة ما قبل السكري هي حالة تكون فيها قيم ومعدلات السكر عالية ، لكنها غير كافية لتشخيص مرض السكري .

والحديث هنا عن قيم ومعدلات سكر ، اثناء الصوم ، تتراوح بين الـ 100-126 ميلغرام لكل ديسليتر ، قيم ومعدلات سكر تتراوح بين 140-200 ميلغرام لكل ديسليتر بعد تحمل السكر ومستوى هوموجلوبين السكري تتراوح بين 5.7 – 6.5 .


كيف يمكن الوقاية من مرض السكر؟

بشكل عام ، لا يمكن الوقاية من السكري من النوع الاول . مع ذلك هنالك محاولات لتطوير ادوية تعمل على جهاز المناعة من اجل الوقاية او تاجيل ظهور المرض .

بشكل عام ، يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وذلك عن طريق الحفاظ على نمط  حياة صحي و الحفاظ على وزن مناسب وسليم والحرص على نشاط بدني منتظم وعلى حِمية ملائمة ، كلها  امور حيوية للوقاية من مرض السكري .

كلاليت بالانس : مجموعة لتغيير عادات طعام كلاليت

بالطبع ، من غير الممكن  ضمان ان الاشخاص ، ذوي الوزن السليم والطبيعي  والذين يحرصون على نشاط بدني منتظم ، لن يصابوا ابدًا  بمرض السكري .  لكن هذه الحقيقة لا تقلل من الاهمية الكبيرة في الحفاظ على نمط حياة صحي سواء اكان ذلك لجهة توازن قيم ومعدلات السكر او لجهة الوقاية من مضاعفات مرض السكري .

كيف يتم علاج السكري؟

يتم علاج مرض السكري وفقًا لنوعه .  يعتمد علاج السكري من النوع الأول ، الناتج عن تلف خلايا البانكرياس التي تفرز الانسولين ، على إعطاء انسولين خارجي بالحقن أو عن طريق مضخة انسولين .  

عندما يُعطى الانسولين بالحقن يكون هناك ، بشكل عام ، حاجة الى نوعين من الانسولين : نوع  يوفر الحاجة الأساسية للأنسولين طوال اليوم ، والآخر يُحقن قبل الوجبات ويهدف الى تلبية الحاجة المتزايدة للأنسولين بعد الوجبات .

عند يختار المرضى تلقي العلاج بمضخة الانسولين،  فإنها، أي المضخة ،  تضخ  الانسولين بشكل منتظم . يقوم المريض – بمساعدة المُعالج – بإعداد المضخة بشكل يلبي احتياجات الانسولين المتغيرة  عند المريض .

وفي السكري من النوع الثاني ، بداية العلاج ، بشكل عام ، تكون بعقاقير مختلفة عن الانسولين . وعدد هذه العقاقير اليوم هو كبير جدًا .  

هناك عقاقير تقلل من مقاومة الانسولين ، التي هي أساس تطور مرض السكري ، وعقاقير أخرى تزيد من افراز الانسولين من خلايا البنكرياس ، وهنالك عقاقير تعمل بآليات أخرى مثل زيادة  افراز السكر عن طريق البول وتقليل الشهية ( ما يؤدي الى فقدان الوزن ) .

مع ذلك ، المصابون بمرض السكري من النوع الثاني بحاجة  بشكل عام - بعد سنوات طويلة من المرض – الى الانسولين .

 

كما اسلفنا ، فان نمط الحياة الصحي هو عنصر مهم  في توازن السكر . يجب الحرص على نشاط بدني منتظم وعلى حِمية مناسبة . الحِمية المناسبة للسكري هي – بشكل اساسي – حِمية منخفضة الكربوهيدرات  وغنية اكثر بالبروتينات والدهون ( مفضل ان تكون نباتية وليست حيوانية  ) . ومن اجل ملائمة الحِمية ، مفضل الاستعانة بإرشادات  اخصائية حِمية ( اخصائية تغذية ).

ما هي المضاعفات المحتملة لمرض السكري؟

يمكن لمرض السكري الغير مُعالج ، وبالتالي غير متوازن ، أن يؤدي الى مضاعفات كثيرة . سبب هذه المضاعفات هو تلف الأوعية الدموية الذي حدث نتيجة لارتفاع قيم ومعدلات السكر. مع ذلك ، من غير المتوقع أن يعاني الشخص الحريص على توازن السكر من المضاعفات .

تقسم المضاعفات الى مجموعتين  :

  • تلف في الأوعية الدموية الكبيرة – وهي التي تنقل الدم للقلب والدماغ والساقين .

يؤدي تلف الأوعية الدموية الكبيرة الى انخفاض تدفق الدم على هذه الأعضاء ، ومن المحتمل أن تكون نتيجة ذلك هي الاصابة بنوبة قلبية  ( اذا ما تلفت الشرايين التاجية التي تنقل الدم الى القلب ) ، جلطة دماغية ( اذا ما تلفت الأوعية الدموية التي تنقل الدم الى الدماغ ) وجروح خطيرة في الساقين  تصل الى حد الحاجة الى بترهما ( اذا ما تلفت الاوعية الدموية في الساقين ) .

  • تلف الأوعية الدموية الصغيرة : وهذه موجودة في العينيّن ، والكلى والاعصاب . قد يؤدي تلفها الى مشاكل وتشوش في الرؤية ، تلف في الكلى وتلف في الاعصاب – بشكل عام في كفات الساقين .

يمكن لتلف الاعصاب في كفات الساقين ان يؤدي الى الشعور بالآلام والحرقان أو على العكس تمامًا : انخفاض الشعور – ما يزيد من خطر تطور الجروح ومن خطر البتر .

كيف لنا أن تعايش مع مرض السكري؟

من الأهمية بمكان التكيّف مع الحياة اليومية الاعتيادية بما في ذلك ; الحرص على العلاج الدوائي ، وعلى اجراء فحوصات اعتيادية مثل فحوصات الدم الدورية ، فحوصات لدى طبيب العيون مرة كل عام ، فحص ذاتي يوميًا للساقين ، فحوصات متابعة دورية  اضافة الى تلقي تطعيم ضد التهاب الرئوي وضد الانفلونزا .

هدف هذه الحياة الاعتيادية هو السماح  باستدامة الحياة الصحية والنوعية لسنوات عديدة .

 

الدكتور ليئور براف هو طبيب كبير  في القسم الداخلي " ج " وفي وحدة الغدد الصماء في المركز الطبي الجامعي سوروكا التابع لمجموعة كلاليت 

* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج