تدعى الأضرار الناجمة للرقبة أو الظهر نتيجة حادث طرق Whiplash injury، وهذا التعريف متعلق بآلية الضربة. بغض النظر عن المسببات الأخرى لأوجاع الرقبة والظهر، فإن حوادث الطرق هي من المسببات الأساسية لألم الرقبة والظهر، وتزداد مع ازدياد حوادث الطرق. لنتعرف سويةً على بعض المعلومات وطرق العلاج وكيفية تجنب الألم. في هذا الإرشاد سأتطرق أكثر إلى لأضرار الناجمة للرقبة والظهر دون التطرق إلى أضرار أخرى قد تنتج بسبب الحوادث.
آلية الضربة
في حالة حدوث حادث طرق أو الوقوف الفجائي أو الإصطدام، فإن الجسم يتحرك بشكل تلقائي إلى الأمام ومن ثم إلى الخلف بسرعة، أي أن القوة الناتجة عن الحادث تقذف الجسم إلى الأمام ومن ثم إلى الخلف. في مثل هذه الحالات الجسم لا يكون مستعد لمواجهة القوة الخارجية المسببة للحركة الفجائية. فأكثر الأنسجة معرضة للضرر هي العضلات وخصوصًا عضلات الرقبة والظهر، حيث أن هذه العضلات تُشد بشكل فجائي ومن ثم ترتخي الأمر الذي يؤدي إلى تمزقات في العضلات والأنسجة المحيطة بها.
ماذا يحصل للعضلات؟
العضلات تكون في حالة استرخاء، إلا أن وقت الضربة الفجائية تقع هذه العضلات تحت ضغوطات كبيرة لم تكن العضلة جاهزة لها، الأمر الذي يسبب تمزق الأنسجة العضلية، كذلك كرد فعل فإن العضلات تتصلب وهذه تعتبر آلية من أجل الحفاظ على العضلات وعلى المباني المحيطة بها لتمنع أضرار أخرى. إن رد فعل العضلة يكون أحياناً بعد عدة ساعات أو أيام، فليس من الضروري أن تكون هذه العوارض بشكل مباشر بعد الحادث.
ماذا يشعر المصاب؟
- يشعر المصاب بالألم الشديد، مجال الحركة يقل ويصعب عليه تحريك رقبته أو ظهره بحرية.
- يشعر المصاب بالتصلب في عضلات الرقبة أو الظهر.
- أوجاع في كل حركات الرأس إلى الأعلى أو إلى الجوانب.
- أحياناً يشعر المصاب بأوجاع الرأس النابعة من انقباض عضلات الرقبة وازدياد تشنجها.
- في حالة تركزت الضربة في منطقة الظهر فإن المصاب يعاني من الم اثناء تغيير وضعيته أو النهوض من السرير.
- يصعب على المصاب الوقوف فترة طويلة.
العلاج الأولي:
يجب على المصاب أن يتوجه بشكل عام إلى الطبيب أو المشفى في حال شعر بأي من العلامات المذكورة أعلاه، ومن المفضل أن يتم فحص الرقبة من خلال صور الأشعة للتأكد من سلامة العمود الفقري. هناك حالات من الدوخان أو ثقل الحركة أو التقيؤ. يجب التوجه فوراً إلى المشفى في هذه الحالات لإجراء الفحوصات اللازمة. العلاج الأولي يكون من خلال تخفيف العوارض عن طريق الأدوية المسكنة للألم وفي بعد الأحيان يُستعمل مُثبت للرقبة لمنع الحركات المؤلمة واسترخاء العضلات.
العلاج:
يتعلق العلاج بصعوبة الضربة، إذا كانت الضربة خفيفة فعلى الأغلب الشفاء يكون بشكل تدريجي مع الوقت دون علاج.
إذا استمر الألم وكانت الحركة مقيدة يجب التوجه إلى عيادة العلاج الطبيعي بتوصية من الطبيب المختص. في عيادة العلاج الطبيعي يتم العمل على:
- تخفيف الألم بواسطة الأجهزة المعدة لذلك
- العمل على التخفيف من تصلب العضلات المتشنجة.
- العمل على تحسين مجال الحركة من خلال التمارين الخاصة وشد العضلات.
- العمل على تقوية العضلات.
- ارشاد المصاب كيف يستعمل جسمه فيما بعد بهدف تجنب الألم واستعمال جسمه بشكل سليم. العودة إلى الفعالية السابقة قبل الحادث تكون بشكل تدريجي.
- يمكن أن يشارك المصاب في فرقة خاصة للمصابين في حوادث الطرق. تتوفر مثل هذا الفرق في بعض العيادات التابعة لكلاليت (للاستفسار عنها توجه إلى مركز الخدمات 2700* أو لعيادتك) ويتم في هذه الفرق ارشاد المشتركين كيفية التعامل مع هذه الضربة، يتم إرشادهم لتمارين خاصة ليتم تنفيذها في البيت.
في بعض الأحيان التي لا يتم فيها العلاج بشكل جيد أو لا يتم العلاج أساسًا، يبدأ المصاب بالعودة إلى الحياة الطبيعية واجهاد الرقبة أو الظهر دون توخي الحظر، هذا الأمر يمكن أن يسبب أوجاع مزمنة يصعب علاجها.
كيف يمكن تجنب الم الرقبة مستقبلاً؟
لا أحد يضمن لك عدم وقوع حادث مستقبلاً، لكن إذا كانت عضلات الرقبة قوية من البداية فهذا يمنع احداث ضرر كبير في الرقبة، وفي حالة كانت العضلات قوية فإنها تتحمل الضربة ويكون الضرر أقل.
إنّ الحوادث هي ظاهرة العصر، وتسبب الكثير من الأضرار والضربات للجسم. الأجسام الضعيفة معرضة للضرر أكثر وقت الحادث، لذا فإن العمل على تقوية عضلات الجسم بشكل عام الرقبة والظهر بشكل خاص تمنع الكثير من الضرر، والمهم قيادة السيارة بتروي للمحافظة على سلامتكم.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات
