ماذا قلنا في العام المنصرم وماذا فعلنا؟
في العام السابق توجه إلي العديد من القراء عبر المنتدى بأسئلة متعلقة بالرياضة والمواضيع الصحية المتعلقة بها، وهذا وإن دل فيدل على فئة عريضة ترغب بممارسة الرياضة وتعمل على الحفاظ على صحتها ونشاط جسمها. السؤال كم منا فعلاً واظب على الرياضة وقام بما وعد نفسه؟! إن البدايات أو النهايات هي نقطة انطلاق جديدة للتفكير بما مضى وبما سيأتي، فهذه هي الفترة من أجل بناء حياتنا والرياضة جوهرها والتعلم مما مضى.
كيف نخطط هذه السنة؟
ربما مضت السنة السابقة بما حملت من ضغوطات و لم يتسن لنا ممارسة الرياضة كما يجب، والآن يجب اعادة التفكير والتعرف على العوائق وبناء برنامج متواصل وحقيقي.
سأطرح بعض الأمور التي يمكن أن تكون حجر الأساس لبرنامجنا الرياضي، ولنتذكر لا يكون هناك تغيير دون إحداث تغيير فعلي بالسلوك والتصرفات اليومية والبرنامج اليومي:
- يجب التعرف على المعوقات الحقيقية التي منعت منا السنة الماضية من ممارسة الرياضة، مثل العمل، قلت الوقت، الالتزامات الاجتماعية وغيرها... من هذا المنطلق يجب أن نلتزم بممارسة الرياضة بوقت محدد وأن نغير المحيط وأن يعرف الجميع بأن في هذه الساعة هناك التزام محدد ذو أهميه عالية وهو الرياضة.
- لنمتنع عن الرياضة الموسمية، فربما بشهر معين يزداد حماسنا وفي أشهر أخرى يقل. الرياضة ذات الفعالية هي الرياضة المتواصلة والتي تكون ملائمة لأجسامنا وقدراتنا.
- هنالك من يبدأ ممارسة الرياضة بكل جهده وقواه الذهنية والجسدية، الأمر الذي يؤدي به بعد فترة قصيرة من التوقف عن ممارسة الرياضة بسبب عدم قدرة الجسم الذهنية والجسدية بالإستمرار بنفس الوتيرة الصعبة التي بدأ فيها، وربما بالنسبة لهم التخفيف من وتيرة التدريب وحدته بعد التعب لا يعتبر تدريب أو أنه دون فائدة.
- يجب أن نمتنع عن مماسة رياضة الهواة الخطرة والتي يمكن أن تسبب لأجسامنا الضرر. فالبعض يبدأ التدريب دون أي ارشاد وبحماسة واندفاعية، الأمر الذي يمكن أن يسبب الأضرار للجسم.
- إنّ الفترة الأولى في التدريب خاصة لمن لم يمارس الرياضة من ذي قبل، يجب أن تكون بمتابعة من مدرب لياقة بدنية مؤهل من أجل البدء السليم والمحافظة على وتيرة تدريب ملائمة وبحسب القدرة.
- يجب التعرف على أهمية الرياضة الصحية للجسم، فمن المعروف أن أجسادنا من سنة إلى أخرى يحدث بها تغيير في مبناها ومبنى الخلايا والتوازن بين المكونات المختلفة، والرياضة تعمل للمحافظة على الوضع الحالي للجسم وتبطئ من عملية تغيير التوازن بين المواد المختلفة المكونة للجسم.
- المعرفة هي أساس النجاح، فمن منا يعرف ما هو تعريف الفعالية الرياضية، ومتى تكون هذه الفعالية مفيدة وما تأثيرها على الجسم. فغالبيتنا مجرد البدء بتحريك اجسامنا نُعرف ذلك على أننا نمارس الرياضة. الأمر ليس بهذه البساطة، يجب معرفة ما هي الرياضة .
وسائل تؤكد نجاح برنامجنا الرياضي:
كما ذكرت أعلاه هناك بعض الأمور التي يمكن أن تكون المعوق من الإستمرار بالرياضة، أو أفكار مغلوطة تمنعنا من التوصل إلى النتائج الأفضل. إذن كيف نمارس الرياضة هذا العام كما يجب؟
- التخطيط السليم والواقعي: فبحسب البرنامج الأسبوعي يجب اعطاء الرياضة ما بين 120-180 دقيقة. في بدايةً الأمر يتعلق في برنامجنا وقدرتنا. يجب تحديد الوقت، فهذا الوقت هو نسبة قليل جداً من باقي ساعات الأسبوع.
- استشارة مهنية: يجب التوجه إلى مدرب لياقة بدنية لفحص القدرات الجسدية وتحديد الهدف وبناء برنامج ملائم، لا يمكن البدء دون بناء البرنامج الملائم . طبعاً يجب الحصول على موافقة من الطبيب قبل البدء لضمان صحتكم.
- ليكن معلومًا لديكم أن الرياضة التي تمارسونها هي لهدف المحافظة على الصحة والنتائج المرجوة مهما كانت تكون حتى نهاية العام، الأمر الذي يتطلب منا القليل من الصبر والتقدير السليم لبرنامجكم الرياضي، فالرياضة هي برنامج حياة وليست موسماً عابراً.
- اختر الشريك الملائم لك للرياضة: صديق، زوج أو زوجة أو أحد أقاربك, المهم أن يكون أمامكم هدف مشترك وكل منكم يرجو تحقيقه وكل منكم يشجع الآخر على الاستمرار والمثابرة.
- أكثِّر من معلوماتك حول الرياضة، طالع المقالات وتابع المواضيع حول هذه الرياضة، خصوصًا الرياضة التي تمارسها. فإن المعرفة تزيد من ارتباطك بالفعالية التي تُمارَس كذلك يكون تنفيذك لما تفعل اكثر مهنية واكثر دقة.
نصائح مهنية
ممارسة الرياضة تعتبر نهج حياة متعلق بالتغذية والعمل وكل ما حولك. إدراج الرياضة في الحياة اليومية هو من دون أدنى شك مجهود والذي يتطلب التغيير. يجب إجراء الفحوصات اللازمة من أجل التأكد من قدراتكم الرياضية وملائمة الفعالية لقدراتكم. إن متابعة برنامج رياضي معين ترتبط إرتباطًا كليًا بالتغذية السليمة والمُقدمة من قبل أخصائية التغذية أو مدرب لياقة مع تأهيل ملائم في مجال التغذية. من المُفضل تغيير النمط الغذائي في البيت والعمل والأمر الذي يتطلب تغيير بعض العادات الغذائية.
كما ذكرت فإن البرنامج الرياضي يكون بين 3-4 مرات اسبوعياً. التدريب مُركب من رياضة هوائية ورياضة لتقوية العضلات. كُل فعالية تزيد عن الـ20 دقيقة بوتيرة ما فوق الوسط يمكن أن تعتبر فعالية رياضية.
في نهاية كل اسبوع يجب فحص عدد الدقائق التي مارستم فيها هذه الرياضة والعمل على تحسين الأداء من أسبوع لآخر وبحسب توصيات المدرب، ما بين 120-180 دقيقة بدايةً. من المُفضل العمل على الرياضة الهوائية وتقوية العضلات بشكل عام حتى الوصول إلى نقطة يمكن تخصيص التدريبات حسب هدف معين.
ماذا نتجنب؟
يجب تجنب كل المحفزات العاملة على إبعادك عن ممارسة الرياضة، كالجلوس أمام التلفاز لساعات أو تقضية الأوقات بأمور لا نفع من ورائها. ابتعدوا عن التغذية التقليدية غير الصحية بتاتًا، تجنبوا الإفراط في الرياضة أيضاً واستمروا بحسب البرنامج الرياضي والصحي فقط.
خلاصة
التخطيط والتنفيذ والعزم أساس نجاح كل أمر، كذلك الرياضة، ربما مغريات الحياة تجرنا إلى الخلف مانعةً منا تنفيذ مخططنا الرياضي لهذا العام، لذا العزم والإصرار يدفعنا لتحقيق ما نرغب، طبعاً وبعد الحصول على النتائج المرجوة نقدر جداً الجهد والطريق الذي سلكناها.