لرياضة الركض التأثير الكبير على الجسم، وهناك فوائد جمة والقلب من نقاط الضرر، فهي تعمل على إحداث تغيير فيزيائي في الجسم وفي العضلات والجهاز العصبي خلال عدة أسابيع. عند البدء بالركض يبدأ الجسم بإحداث تغيير إيجابي والأمر متعلق بوتيرة الركض والجهد المبذول. وبشكل عام هناك الفوائد المعروفة من حيث السيطرة على الوزن، تخفيف إمكانية حدوث أمراض القلب المختلفة، التخفيف من عوارض السكري من النوع الثاني، التخفيف من احتمال حدوث بعض أنواع السرطان، العظام والعضلات تكون قوية، تحسين القدرات الذهنية، الحالة المزاجية، تزيد من النشاط اليومي لتنفيذ المهام اليومية وعدم التكاسل.
هل هنالك اضرار؟
هناك جانب يجب أن نتطرق إليه وهو الأضرار الناجمة وكيفية تجنبها:
مشاكل بسبب الحذاء: الحذاء يجب أن يتلائم مع مبنى كفة القدم ليوفر أفضل حالة لإمتصاص الضربات أثناء الركض، "عمر الحذاء" لا يتجاوز 800 كيلومتر أو ما يوازي مدة 12 شهراً.
تدريب خاطئ: الخطأ المنتشر والفادح هو الرغبة بالركض بسرعة أكبر ووقت أطول ونريد الحصول على النتائج بسرعة. شد العضلات مهم قبل الركض مهم مثل أهمية الاستراحة بين تدريب وآخر.
العوامل الخارجية: مسار الركض إذا لم يكن ملائمًا، إذا كان هناك حواجز ومعيقات أو أرض غير مستوية.
مبنى جسم غير ملائم: هناك حالات تكون كفة القدم ذات قوس واسع أو مسطح، أو أن طول الأرجل غير متناسق، أو تقوس في الظهر، أو مبنى مفاصل أخرى غير ملائم لدينامكية الحركة أثناء الركض.
وماذا عن الركب أو الظهر: إذا كان الشخص غير رياضي أو جسمه غير جاهز لهذه الفعالية وبدأ بالرياضة بشكل غير مدروس، فاحتمال الضرر كبير. أما المتمرسين فلا ضرر ناجم عن هذه الفعالية.
هل العمر يطول؟
في بحث أجري في الدنمارك حيث قاموا بفحص الآلاف من الرجال والنساء لسنوات طويلة، تبيّن أن رياضة الركض بين ساعة إلى ساعتين ونصف في الأسبوع تزيد من معدل الحياة بست سنوات بالمقارنة مع من لا يمارس هذه الرياضة. إن الفائدة الناجمة عن رياضة الركض للجسم هي بسبب زيادة استهلاك الأكسجين للجسم، الأنسجة تكون اكثر حساسية وذات رد فعل جيد للأنسولين، زيادة الكولسترول الجيد في الجسم، ضغط دم أقل وتجلط دم أقل. الركض بشكل دوري يخفف عوارض هشاشة العظام، الجهاز المناعي للجسم تزداد قوته، يقلل من التلوث والإلتهابات ويمنع من زيادة الوزن غير المرغوبة. كل ذلك يصب باتجاه واحد وهو إطالة العمر.
وماذا عن الحياة الجنسية؟
الرياضة ورياضة الركض خصوصاً تعمل على ازدياد الهرمون الجنسي لدى الطرفين، كذلك يحسّن من القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية، وخصوصًا لدى المرأة. رياضة الركض تحسن أيضاً أداء عمل القلب وجريان الدم، كما تعمل على تحسين أداء جهاز التنفّس، وتخفّف من ضغط الدم أيضًا، وذلك كلّه يحسن الحياة الجنسية، فالجسم يصبح أكثر قدرة على ممارسة الجنس لفترة أطول. إن رياضة الركض تعمل على حرق السعرات الحرارية الزائدة وتقليص خلايا الدهون، أي أنها تخلق جسم جذاب للرجل والمرأة وتجعل التجاذب في ما بينهما أكبر. الركض يحافظ على "شباب" الجسم، وهذا يؤخّر من الهرم المبكّر بسبب أفضليّات الركض التي ذكرت، ما يجعل الذكر أكثر فعالية جنسيًّا .الجنس يحسّن من جريان الدم في جميع الأوعية الدموية، وهذا يساعد بدوره على الانتصاب حتى جيل متأخّر، والركض يضيف فعالية أكثر.
كيف ابدأ وما يلائمني؟
قبل البدء في رياضة الركض يجب أولاً اجراء بعض الفحوصات، يجب اجراء فحص جهد القلب (أرغوميرتيا) في مركز معد لذلك. يجب اجراء الفحص في حالة كان عمل القلب في الحالة القصوى للتأكد من عدم حدوث أي ضرر مستقبلي، لأن في هذا الفحص قد اجبرنا القلب على العمل بشكل كبير جداً وإذا كان هناك أي خلل يظهر ذلك مباشرة.
يجب البدء بشكل تدريجي وإعطاء الجسم إمكانية الإنتعاش من تدريب إلى آخر. من أجل التقدم وبشكل مضمون يمكنكم استشارة مدرب لياقة بدنية مؤهل وله خبرة في هذا المجال. يمكنكم ايضاً الإنضمام الى فرق الركض وهنالك الكثير في المناطق المختلفة في البلاد.
إنّ التقدم بالركض هو نسبي وشخصي ومتعلق بالقدرات الجسمانية والهدف المطلوب. إن التدريب الهوائي يمكن أن يكون بشكل مكثف أكثر من تدريب تقوية العضلات، مع الإهتمام بفترة الإنتعاش بين تدريب وآخر. إنّ درجة صعوبة الركض تتعلق بقدرة الشخص نفسه، هناك معادلات تتعلق بدقات القلب القصوى ومنها نشتق المعادلة وحساب ما يلائم أجسامنا. هناك من يحبذ التدريب بـ60% من الجهد الأقصى وهنالك من يحبذ 80% وهذا حسب قدرة جسمه.
إنّ المتدربين الجدد أو من لا يمارس الرياضة هذه بشكل متواصل أو باوقات ثابتة، عليهم أولاً البدء بشكل متواصل والركض مدة تزيد عن 20 دقيقة. يمكن 3 مرات في الأسبوع في البداية ومن ثم زيادة الوقت أو المرات بحسب القدرات.
الخلاصة
سواء كانت الفائدة لإطالة العمر أو لتحسين جودة الحياة الجنسية فأنت الرابح. كما ذكرنا، الفائدة من الركض تزيد من سنين حياتك وتحسن من قدرتك الجنسية وبالتالي من حياتك الزوجية. يجب ألا ننسى أن جودة الحياة بشكل عام تزيد فيمكنكم ممارسة كل الفعالية اليومية دون معوقات وبصحة ونشاط عال. إنّ لرياضة الركض قواعد يجب المحافظة عليها كي نستطيع استخلاص كل الفائدة منها، لذا علينا الأخذ بالإعتبار قدرة الجسم وامكانياته وملائمة التدريب لنا شخصياً. وفي حالة كنتم بحاجة الى استشارة مهنية عليكم التوجه لمهنيين مؤهلين قبل إحداث أي ضرر للجسم. الممارسة والتواصل في العمل يحدث التغيير، والتكاسل لا يجدي نفعاً وتبقى حيث أنت، فالمتابعة والمثابرة لها نتيجة حتمية لتحسين أداء الجسم وجودة الحياة وإطالة العمر.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات