الإصابة الأكثر شيوعًا لدى لاعبي كرة القدم وعلاجها

الرياضة التنافسية ككرة القدم وغيرها تتسبب في كثير من الأحيان إلى اضرار وضربات. إن إحدى هذه الضربات والمميزة للاعبي كرة القدم بالأساس هي الضرر الناتج في الرباط الامامي لمفصل الركبة (Anterior Cruciate Ligament (الرباط الصليبي الأمامي- . وهذا الرباط يمتد من القسم الخلفي لمفصل الركبة حتى القسم الأمامي بشكل مائل وهو يعمل على تثبيت مفصل الركبة وعدم انزلاق المفصل إلى الأمام. طبعاً هناك أيضاً مباني وأربطة أخرى محاذية له ومحيطة به ولكل منها وظيفته. حديثنا سيكون أكثر عن الرباط الأمامي.

عشاق الرياضة وعشاق كرة القدم تحديداً، لا بد أن سمعتم عن أن أحد اللاعبين قد أصيب وسيتغيب عن أرض الملعب فترة معينة، إذ سيتم إخضاعه لعملية جراحية، ربما زاد قلقكم لمستقبله الرياضي وها هو بعد أشهر عدة يعود إلى أرض الملعب وبقوة. ماذا حصل للرباط الأمامي لهذا اللاعب وكيف استطاع العودة الى الملعب؟

الضرر:

هذا الرباط الصليبي يعمل على ثبات الركبة ويعمل على أداء الركبة الحركي بشكل ناجع وسلس، يمكن أن يكون الضرر مجرد شد أو تفتق جزئي للرباط أو يمكن أن يكون تمزق كلي للرباط. قد يحصل هذا الضرر في حالة شد المفصل أكثر من الحد الطبيعي، ـو ضغط خارجي كبير لا تستطيع الركبة تحمله، كذلك حركة التفافية في الركبة أثناء استمرار الجسم بحركة أخرى أو انزلاق الركبة أثناء ثبات كفة القدم على سطح الملعب. هناك الكثير من الحالات التي قد تؤدي إلى ضرر في الرباط الصليبي.

في حالة حدوث هذه الاصابة، يشعر المصاب بألم حاد، يسمع صوت تمزق بالأنسجة، تنتفخ الركبة ويصعب المشي والوقوف على القدم.

التشخيص:

في عيادة العلاج الطبيعي من خلال فحوصات خاصة يمكن تحديد المشكلة وتشخيص الحالة بشكل دقيق. فعدم ثبات الركبة وانزلاقها يكون واضح. كذلك يمكن تشخيص ذلك من خلال  MRIوطبعاً التشخيص من قبل طبيب مختص.

العلاج:

إنّ عمل هذا الرباط في حالة كانت العضلات مرتخية فهو يقوم بدور المثبت. والمقصود إذا كانت العضلات المحيطة بالركبة قوية بما فيه الكفاية فنحن بغنى عن آلية الرباط الصليبي. هنالك اتجاهان للعلاج. علاج من دون عملية من خلال العلاج الطبيعي واستعمال مُثبت خارجي للركبة او علاج لإعادة عمل آلية الرابط من خلال عملية ومن ثم العلاج الطبيعي.

في العلاج دون العملية: بعد الفترة الحرجة الأولى والعمل على تخفيف اللألم وانتفاخ الركبة ومن الضغط عليها، يتم فيما العمل على تقوية العضلات المحيطة في الركبة والعمل على تطوير ردود فعل الركبة لتطوير جاهزية الركبة في الحركة الإلتفافية أو السير على مسطح غير ثابت، كذلك يتم استعمال مُثبت للركبة لمنع انزلاق الركبة  أثناء ممارسة الرياضة أو حركات حادة، فالأمر هنا متعلق بمدى الضرر الناجم للرابط.

إجراء عملية جراحية:

في حال حدوث تمزق كامل فإن العملية هي الحل الأفضل خاصة لدى الرياضيين، فإن هذا الرباط يعمل على تثبيت الركبة أثناء الحركات الحادة في حالة العضلات لم يتزامن عملها. الرابط لا يلتحم وحده فهو لا يحتوي على أوعية دموية لإعادة بناء نفسه. في هذه العمليات يتم استعمال رابط آخر من الجسم، يمكن أن يكون رابط من العضلات الأمامية القريبة للركبة او رابط من العضلات الخلفية. أما الرابط الصليبي الممزق فلا يستعمل. وفيما بعد يجب الخضوع تحت علاج طبيعي مكثف من أجل العودة إلى الحالة السابقة قبل العملية.

مرحلة اعادة التأهيل:

يجب العمل من خلال العلاج الطبيعي على تقوية العضلات، المحافظة على مجال الحركة، العمل على تحسين ردود فعل الركبة والعمل على التوازن. العلاج في مرحلة اعادة التأهيل يكون تدريجي بداية من أجل التخفيف من الألم وانتفاخ الركبة والمراحل النهائية العودة إلى القفز والركض بحرية. مرحلة اعادة التأهيل يمكن أن تصل حتى ستة شهور.

هل هذه العملية تضمن عودة اللاعب الى الملعب دون خوف؟

نعم. في هذه العملية يتم أخذ رابط آخر من منطقة أخرى من الجسم وربطه مكان الرابط الصليبي الذي تمزق. تثبيت الرابط الجديد يكون بواسطة برغي مثبت بالعظم أو يكون الرابط نفسه قد انتزع مع جزء من العظم والذي يجعل ارتباطه أقوى حتى مما كان عليه قبل العملية.