ليس باعتقادنا أنكم غير معنيين بمزاولة التمارين البدنية والحفاظ على لياقتكم البدنية، بل أنكم لا تجدون الوقت للقيام بذلك، صحيح؟ هذا أمر طبيعي لأنه لا يُوجد لدى أحد الوقت في هذه الأيام نظرًا لكثرة ساعات العمل والضغط الذي نخضع له دائمًا. وإن اتيحت لكم الفرصة لتكريس ساعة واحدة لنشاط ما رغم الصعوبات المنوطة بذلك، فمن الأفضل أن تقوموا بشيء ما تحبونه جدًا.
ونظرًا لذلك، أتشرف بأن أبشّركم بالآتي: يمكنكم القيام ببعض النشاطات الأكثر متعة بينما تزاولون التمارين البدنية. وأقول بصراحة: حتى إن اتبعتم النصائح التالية فلن تصبحوا رياضيين محترفين لكنكم ستحركون جسمكم وستحسنون من استقامته وتوازنه على الأقل.
1. الجلوس النشط
هل تجلسون كثيرًا على الكرسي أو الصوفا؟ فهذا أمر سيء جدًا يضر بالظهر ويخل بتوازن الجسم. وذلك لأن الجلوس المتواصل معناه وضعية بدنية سلبية دون تحرك العضلات المساهمة في التوازن مثل العضلات الناصبة للعمود الفقري وعضلات البطن وغيرها من عضلات الجسم.
وعلاوة على ذلك، تؤدي هذه الوضعية البدنية إلى انخفاض توازن الجسم وهبوط الكتفين وتقوّس الظهر وعدم استقامته ووضعية غير سليمة في الرقبة والحوض، الحالة التي تسبب الألم بعد مدة قصيرة من الوقت.
كيف يمكن تحسين الحالة ومواصلة العمل بواسطة الحاسوب؟ حاولوا الجلوس على الكرة السويسرية (FITBALL).
وتأكدوا من الجلوس على الكرة المناسبة لكم بحيث تكون زاوية الركبة 90 درجة تقريبًا. واجلسوا وأنتم مستقمون (بحيث يبرز الصدر نحو الأعلى) وشدوا الكتفين نحو الخلف. ومن شأن الجلوس النشط بهذه الوضعية أن يحرك العضلات المختلفة وأن يحافظ على استقامة الجسم بشكل أفضل.
إقرؤوا المزيد عن وضعية الجلوس الصحيحة أمام الحاسوب هنا  |
2. القراءة الرياضية الهوائية
هل تحبون القراءة؟ فقوموا بذلك وأنتم تستعملون الجهاز الرياضي الهوائي الثابت. حاولوا استعمال الدراجة الهوائية الثابتة، أو الجهاز الرياضي المتعدد الأغراض (الكروس تراينر)، أو جهاز الخطوات (الستيپر)، أو جهاز التجديف الرياضي. ويتوجب عليكم خلال قيامكم بهذا النشاط الانتباه لحالة جسمكم أيضًا وليس فقط للمسلسلات على شاشة التلفزيون أمامكم. ولهذا السبب لا يُوصى باستعمال جهاز المشي الكهربائي كيلا تسقطوا منه من جراء عدم الانتباه.
وتأكدوا أيضًا من أن النص الذي اخترتموه مكوّن من حروف كبيرة بما يكفي تحسبًا لإجهاد العينين وإجراء التدريب بوضعية غير سوية. وإن تعودتم القراءة بجهاز الحاسوب اللوحي فضعوه على حامل الجهاز المخصص لذلك.
3. الحديث النشط
قد تبين لنا في آخر فحص أجريناه أن الناس لم يعودوا يتكلمون كثيرًا عبر الهاتف ولكن إن صادفتكم الفرصة للتحدث عن مواضيع خاصة أو مواضيع مرتبطة بالعمل، فبإمكانكم التحرك وأنتم تتكلمون.
ضعوا السماعة للتقليل من مدى التعرض للإشعاع وقوموا بالمشي أو الركض أو ركوب الدراجة الهوائية أو غيرها من النشاطات الرياضية خلال المكالمة وسيفيدكم هذا النشاط ما لم تواجهكم صعوبة في التقاط الأنفاس، طبعًا.
4. التسلية والحركة
إن كنتم تفضلون التركيز في شيء يمكنكم مشاهدته وسماعه وذلك بدلًا من القراءة، فحاولوا القيام بنشاط بدني وأنتم تستمعون إلى الكتب الصوتية (AUDIO BOOKS). وإن كنتم قد التحقتم بدورة تعليمية أو مسار تعليمي فاستغلوا الوقت للاستماع إلى المحاضرات والمواد التعليمية.
ويفيدكم الاستماع إلى الموسيقى أيضًا ولكن من المرجح أن تكونوا تعرفون ذلك من قبل. وهل تمارسون الركض؟ فقوموا بتحميل قائمة تشغيل تجعلكم ترغبون في تحريك الرجلين، أي أن الأغاني التي تحبونها ستزيد من التمتع بالنشاط البدني. والشيء الأهم هو أن تجعلكم الأغاني تكرسون بعض الوقت لممارسة النشاط البدني.
وهل تحبون مشاهدة مسلسل معين؟ وهل شاهدتم مسلسل ديرديڨيل؟ شاهدوا الأبطال ذوي اللياقة البدنية الفائقة بينما تحسنون من لياقتكم البدنية بأنفسكم، فلا مانع لذلك. إنهم سيساعدونكم على الحفاظ على سرعة التمرين. ولستم بحاجة إلى زي أحمر وقرنين بل يكفيكم ارتداء البنطلون المريح.
هل تفضلون مشاهدة نشرة الأخبار أو قناة الطبيعة؟ وإن كانت مشاهدة مطاردة أسماك القرش تساعدكم على التحرك فهذا أمر مناسب أيضًا. وإن كنتم في المنزل فضعوا الجهاز الرياضي أمام التلفاز. أما في نادي اللياقة البدنية فتنتظركم هناك شاشات العرض.
5. اللياقة البدنية الاجتماعية
هل تفتقدون الأصدقاء؟ نعلم أنكم تحبون المكوث معًا في مكان ما والثرثرة طويلًا. ولكن قبل الذهاب إلى المقهى أو غرفة الجلوس أو الحانة، انطلقوا معًا في رحلة مشي قصيرة. وإن كنتم من أصحاب الكلاب فقرروا اصطحابها معكم في رحلات طويلة لتنتفعوا بها جميعًا. وهل تريدون القيام بنشاط خارج عن المألوف؟ قرروا مزاولة التمارين الرياضية معًا في الهواء الطلق أو في نادي اللياقة البدنية.
وإليكم نصيحة منا: سيكون شرب القهوة أو البيرة أكثر متعة بعد مزاولة بعض النشاطات البدنية من أجلهما.
توضيح موجز: كعادتنا نعتبر السلامة أولويتنا الأولى! احرصوا على الحفاظ على سلامتكم حينما تمارسون نشاطًا ما بالتزامن مع فعالية أخرى. وبما أننا نهتم بالحفاظ على لياقتكم البدنية وسلامتكم ففي حالة ظهور أي شكوك بالنسبة لنشاط ما فيتوجب عليكم التخلي عن ممارسته، بدون شك.
هل أتممتم القراءة؟ رائع! لا ترهقوا أنفسكم
قُبيل ابتداء مزاولة النشاط البدني، من المهم ملاءمته لحالتكم الصحية – ولكي تحسنوا من صحتكم. فلا تقوموا بنشاط مرهق أكثر مما يجب في البداية وتأكدوا من استشارة الطبيب قبل أي شيء تقومون به، وعلى الأخص قبل التسجيل في نادي اللياقة البدنية. وأتمنى لكم النجاح والتوفيق!
أريك شارون هو مدرب لياقة بدنية مرخص وخريج معهد ڨينچيت ومدير منتدى اللياقة البدنية والتغذية الصحية في موقع كلاليت بالعبرية.