ما هو العامل المشترك بين دقات القلب والتنفس وهضم الطعام؟ إذا توقفنا قليلاً عند وظائف القلب، الرئتين والجهاز الهضمي، سنجد أن جميعها تقع تحت تأثير الجهاز العصبي المركزي الذاتي الذي ينظم وظائف هذه الأعضاء بشكل تلقائي ولا إرادي. فأنت لا تحتاج أن تأمر قلبك أن يدق أو أن تطلب من رئتيك أن تقومان بالتنفس أو أن تقرر لجهازك الهضمي بأن ينفذ عمليات الهضم. ومع أنك لا تقرر عمل هذه الأجهزة بشكل مباشر، إلا أنك لا بد وأن لاحظت أن وظائف هذه الأجهزة تتأثر بشكل ملحوظ بحالتك النفسية. فعندما تكون مسترخيًا وتتمتع بحالة نفسية إيجابية، فإن دقات القلب تكون بوتيرة طبيعية والتنفس يكون بطيئًا وعميقًا وهضم الطعام مريحًا وسهلاً. أما عندما تدخل في حالة نفسية سلبية مثل الخوف أو القلق أو الغضب، فإن دقات قلبك تتسارع ويصبح التنفس أسرع، وتصاب بعسر الهضم وصعوبة النوم وغيرها من الاضطرابات الصحية.
فما العامل المسؤول عن هذه التغييرات التي تحصل في الجسم؟
يتأثر الجهاز العصبي الذاتي بحالتنا النفسية وبانفعالاتنا، ويتكوّن من قسمين: الجهاز الودي واللاودي.
ينشّط الجهاز العصبي اللاودي في حالات الاسترخاء فيساهم في الحفاظ على توازن الجسم تحت الظروف الاعتيادية وبأقل استهلاك للطاقة. ويعمل الجهاز العصبي الودي على تعزيز هضم الطعام، تخفيض ضربات القلب وسرعة التنفس، وتوازن ضغط الدم. أما عندما يتعرّض الإنسان للخوف أو الغضب أو التوتر، فينشّط الجهاز الودّي من أجل مساعدة الإنسان في مواجهة مواقف الخطر. يشار إلى الجهاز العصبي الودي بأنه "جهاز الطوارئ" إذ إن هدفه الرئيسي هو توفير الطاقة الجسدية اللازمة للهجوم أو الهروب في حالات الخطر. وفي حالات كهذه يعمل هذا الجهاز على زيادة سرعة ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم ورفع مستوى السكر في الدم من أجل توفير الطاقة للعضلات، توسيع قصيبات الرئة من أجل إدخال كمية أكبر من الأكسجين للعضلات، وكذلك توسيع الاوعية الدموية التي تزود العضلات الهيكلية اللازمة للهروب أو المواجهة. يشار إلى أنه في حالات الطوارئ هذه، يتم تحويل جزء من الدم من الجهاز الهضمي الى القلب والدماغ والعضلات الهيكلية، فتبطئ جميع عمليات الهضم وتنخفض حركة العضلات في الأمعاء إلى أن يعود الإنسان إلى حالة الهدوء السابقة فينشط الجهاز العصبي اللاودي من جديد. كما يشار إلى أن الإنفعالات الشديدة تتسبب باندفاع الدم والأكسجين إلى العضلات والدماغ بعيدا عن الجهاز الهضمي فتتوقف عمليات الهضم.
لدى الحيوانات، تستمر فعالية الجهاز العصبي اللاودي إلى فترة وجيزة قد تستمرعدة دقائق أو إلى حين زوال الخطر. أما لدى الإنسان، فإن حالات العصبية المزمنة أو الضغط النفسي المتواصل أو الانفعالات المستمرة جعل الجهاز الودي نشطًا لمدة أيام أو أسابيع أو أشهر وأحيانًا سنين.
في ما يلي التداعيات الصحية السلبية لنشاط الجهاز العصبي الودي بشكل مزمن:
- سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب
- ارتفاع في ضغط الدم
- تدمير بكتيريا الأمعاء المسؤولة عن تخمير فضلات الطعام
- سوء امتصاص المعادن والفيتامينات من الجسم
- ارتفاع في هرمون الإنسولين، مما يعرّض الإنسان للسكري
- انخفاض في الثايرويد (هرمون الغدة الدرقية) وهرمونات النمو
- ارتفاع في هرمون الكورتيزول
- السمنة
- الأكل العاطفي
- الإكتئاب
- التعب
- الضعف الجنسي
- الأرق
- الالتهابات المتعددة بسبب ضعف في جهاز المناعة
أما أمراض الجهاز الهضمي المرتبطة بالتوتر النفسي فهي الغثيان، سوء الهضم، القرحة، الامساك، الاسهال، متلازمة القولون العصبي / المتهيج.
ماذا بوسعك أن تفعل كي تهمد من الجهاز الودي وأن تنشط اللاودي؟
تشير الدراسات إلى أن تغييرات بسيطة في الحياة قد تكون ذات تأثيرات إيجابية كبيرة على الحالة النفسية والصحية فتؤدي إلى الاسترخاء وتزيد من فعالية الجهاز الهضمي. وفيما يلي أهم الطرق:
- تجنّب الكافايين، النكوتين، السكر، المواد الحافظة، الصبغات الاصطناعية
- اهتم بتناول السمك، البيض، والمكسرات
- لا تبالغ في تناول الفواكه
- أحصل على قسط من الراحة
- مارس تمارين التنفس
- التزم بالتفكير الإيجابي
- مارس الرياضة بانتظام
- تواصل مع الطبيعة والأشجار
- ابتسم
- مارس تمارين الاسترخاء واليوغا
- قم بالصلاة
- احصل استشارات في مجال البرمجة اللغوية العصبية من أجل إعادة برمجة النظرة للحياة بطريقة إيجابية.
* המידע המופיע במדריך הוא לידיעה כללית בלבד. יש לעיין בתנאי השימוש ומדיניות הפרטיות