لقد قرأتم وحفظتم غيبًا مليون لائحة طعام لأنواع حمية خاصة، من أخصائيات تغذية خبيرات وما إلى ذلك. لقد جربتم كل طريقة ممكنة ولكنكم لم تنجحوا بالمثابرة بأية واحدة منها. هل يبدو مألوفًا؟
هناك سبب لذلك. يبدو أحيانًا وكأن الناس يختارون الحمية مثلما يشترون الملابس - يذهبون إلى السوق ويبحثون عن الموديل القادم. مع كل وعد جديد بالنجاح يبدو ثانية أن الفرج قريب، وأنه قد وُجدت أفضل طريق. ولكن بعد مرور يوم أو يومين، شهر أو شهرين يتغير شيء ما.
في الفترة الأولى ينجح الأمر عادة، خاصة إذا بدأتم وأنتم مفعمون بالدوافع لأنكم اقتنعتم، لأن لديكم سبب جيد قريب أو لأنكم قد دفعتم مبلغًا باهظًا ولا يمكنكم ألا تثابروا... في البداية.
يعتمد النجاح بشكل أقل على نوع الطريقة وماهيتها، ويعتمد أكثر عليكم - أنتم الذين ستنفذونها. طبيعتكم، طريقة تعاملكم مع صحتكم، وزنكم والهدف الذي جعلكم مندفعين بهذا الشكل هي الأمور التي تؤثر عليكم.
يمكنكم أن تلاحظوا ما إذا كانت مجرد دفعة نشاط ستنتهي سريعًا - دفعة طاقة تاريخ نهايتها هو جزء واضح من الهدف. على سبيل المثال، المحافظة حتى أقرب حفل زفاف بالأسرة، أو حتى العطلة المقبلة.
أو ربما قد تستغلون موجة البداية وستخرجون منها للطريق - طريق بجوهرها نمط حياة. إن هذا المصطلح مبتذل للغاية وأساسه دقيق جدًا. صحيح أنكم عرفتم أن معنى كلمة حمية هي نمط حياة؟ وليس بالضبط الحفاظ على كمية معينة من السعرات الحرارية. هل تعلمون أيضًا أن الأبحاث والخبرة تظهر أن الطريقة التي ستختارونها لن تؤثر بالفعل، والمهم في نهاية الأمر هو مثابرتكم بالطريق الذي أمامكم.
لذلك من المهم أن تسألوا أنفسكم ما إذا كنتم قادرين على الاستمرار لمدة طويلة بالطريق التي اخترتموها، أو ما إذا كنتم مترددين بالنسبة لها. هل تنطوي الطريقة على نظام طعام يشكل تحديًا بشكل خاص (مثل شرب مخفوقات طازجة على الأقل ثلاث مرات يوميًا) أو استعمال مكمل غذائي تكلفته غالية. اسألوا أنفسكم أيضًا ماذا ستفعلون عندما ستضطرون في نهاية الأمر لترك الطريقة، هل ستنجحون حقًا بالحفاظ على النجاح؟
كيف تحافظون بعد أن تنتهي الحمية؟
"هذا فقط من أجل تخفيف الوزن الأولي، بعد ذلك سأحافظ بنفسي". تعكس هذه الجملة أحد الأوهام الأكثر شيوعًا في عالم مستحضرات الحمية. الفكرة بأنه يمكن البدء بتخفيف الوزن بمساعدة مكمل غذائي أو طريقة معينة، ومن ثم مواصلة تخفيف الوزن بدون ذلك مغرية جدًا، بحيث لا يتوقف كثير من الناس للتفكير في معناها.
الحقيقة البسيطة هي أن تخفيف الوزن بمساعدة المواد المضافة، الوخز بالإبر وباقي الأدوات المساعدة الخارجية ناجع طالما يتم استخدام هذه المواد. حالما ستتخلون عنها - على الأرجح أنكم ستسترجعون كل الوزن الذي تمت خسارته، بل تزيدون الكيولغرامات!.
هل تشعرون باليأس؟ فالحقيقة هي أن الياس قد ينتابكم، ولكن هذا الشعور ليس بالضرورة صحيحًا. حقيقة عدم نجاحكم حتى الآن لا تعني أنكم لن تنجحوا لاحقًا، ولكن يجب أن يكون عملكم وتفكيركم مختلفًا. لقد تم فهم علم النفس من وراء التغيير منذ سنوات، وهو يثبت نفسه في العيادة باستمرار: التردد في البداية، ثم اتخاذ القرار وعندها البدء مع مستوى عالٍ من التحفيز.
المرحلة التالية هي الأكثر تحديًا - مرحلة العمل الميداني (مرحلة الحفاظ هو الاسم الرسمي). بعدها نرى حالات انسحاب كثيرة، زلات وسقوط - يمكنكم أن تطلقوا عليها أي اسم، والقصد هو الخروج من الإطار بالأساس في أعقاب التعب، الإحباط والملل.
عمليًا، الحديث هو عن مواجهة التحديات والاشتراطات القديمة التي تريد بالفعل أن تنال مرادها. إذا كانت البداية مشوقة، حتى لو صعبة، فمرحلة العمل الميداني تشبه المشي عبثًا في الصحراء.
رجيم الحرمان: طريقك إلى السمنة
|
تخيلوا شخصًا يمشي في الصحراء - تتسلط أشعة الشمس على رأسه فيعرق ولا يرى النهاية حتى يصل بأحد الأيام إلى الشاطئ، حيث يوجد نسيم وأشجار وفواكه - لقد نجح. لو كان من الممكن أن نعرف مسبقًا لأين سنصل لأصبح المشي أسهل بكثير.
في الواقع، عند محاولة تغيير نمط الحياة بالفعل، لا يمكن التنبؤ كم كيلوغرامًا ستخسرون، كم من الوقت سيستغرق ذلك وكيف ستشعرون بالطريق. لأننا جميعًا بمثابة أجهزة متطورة تشمل أكثر بكثير من مجموع السعرات الحرارية الذي نستهلكه ونفقده.
ما معنى ذلك، هل ستعانون على طول الطريق نحو الهدف؟ لا إطلاقًا! ولكن من المهم أن تفهموا ما الذي ينتظركم، أن تعرفوا أن الصعوبة هي جزء من العملية وليس بالضرورة أن تفسد عليكم أو تكسركم - في كل صعوبة هناك فرصة للتعلم.
التعود على تناول طعام جيد بالفعل
من سيصل بالفعل إلى بر الأمان، إلى الهدف المنشود؟ كما سبق وقالوا لكم في كل قصة نجاح حقيقية: المثابرون سيحققون النجاح. ولكن كيف يمكن القيام بذلك؟ بالأساس تحلوا بالصبر عندما يصبح الأمر صعبًا، تذكروا وذكروا أنفسكم بالهدف الذي من أجله بدأتم المسيرة، لماذا من المهم بالنسبة لكم تغيير عادات الأكل وما الذي ستكسبونه من هذا الجهد.
في الواقع يصبح الأمر أبسط في مرحلة معينة، تصبح العادة جزءًا منكم ولن تشكل تحديًا لكم دون توقف. لأنه في هذه المرحلة تكون المعدة أصغر، لأنكم اعتدتم على طعم أقل حلاوة، لأن الجسم اعتاد فعلا على تناول المزيد من الخضروات (لا تضحكوا - هذا يحدث!)، لأن الطعام الصناعي يصبح بالفعل أقل لذة وتشعرون بتأثيره ولكن ليس بطريقة جيدة. ولكن، تذكروا أن كل هذا يستغرق وقتًا.
لا استطيع عدّ المرات التي قال لي بها المتعالجون أنهم شعروا بوعكة بسبب عدم تناول الخضروات أو أنه بعد ان اعتادوا على شرب المشروبات الخالية من السكر رفضوا مشروبًا تم تقديمه لهم عن طريق الخطأ وكان يحتوي على كمية كبيرة من السكر أو أن الخبز الأبيض يجعلهم يشعرون بوعكة فعلا وأنهم يفضلون البني، ذلك الذي كان طعمه في البداية غريبًا وتركيبته مضغوطة، أصبح الآن لذيذًا. من الصعب التحلي بالصبر، ولكن هذا امر مهم.
ومن أجل التوضيح: تخيلوا شخصًا قد قرر توفير المال لشراء منزل. كان يمشي في الشارع ورأى في واجهة عرض حذاء ممتازًا، من النوع الذي كان يريد أن يكون لديه، ولكن ثمنه 3 أضعاف ثمن حذاء عادٍ. وفي الحقيقة، لديه أحذية كثيرة، هل يشتريه أم لا ؟ ماذا عن التوفير؟
من سينجح بتذكر هدفه النهائي - التوفير لمنزل، سيقاوم بسهولة أكبر إغراء شراء حذاء جديد، حتى لو كان يبدو وكأنها تكلفة صغيرة بالنسبة للتوفير الكبير.
الشخص الذي يقف أمام طعام شهي ويمكنه أن يتوقف للحظة ليفكر بهدفه النهائي (قد يكون أي شيء مناسب وصحيح بالنسبة لكم: الصحة، الرغبة بشعور أخف، ملابس جديدة) لديه احتمال أكبر للمثابرة مدة طويلة بالطريق الجديدة التي قد اختارها، والتي ستصبح في نهاية الأمر أسلوب حياة.
إذا كان البسكوت اللذيذ في مكان العمل يرسل لكم رسائل دون الوعي من الجارور ويشدكم نحوه - حاولوا أن تتوقفوا لحظة وتسألوا أنفسكم - ما الذي يجعلني آكل الآن؟ هل انا جائع؟ أم أن هناك شيء آخر؟
هذا يشبه قليلا التوقف والعدّ حتى 3 قبل أن تنفجر وتصرخ على شخص ما، أو الابتعاد عن عاصفة عاطفية قبل أن تندفع إليها. هناك فرق شاسع بين الاختيار الذي قمتم به بشكل واعٍ وبين المشي بشكل أعمى إلى الخزانة أو الجارور.
إذا كنتم تريدون حقًا أن تنجحوا، ابذلوا مجهودًا وخذوا الوقت اللازم لتبني طريقة تفكير كهذه بدلا من مكمل غذائي آخر يدّعي مساعدتكم على تخفيف الوزن دون جهد من جانبكم. في نهاية الأمر، ستبقون ، وبنفس الوزن كما بدأتم، في أحسن الأحوال ومالكم في مهب الريح .
تامي أديف هي اخصائية تغذية في كلاليت، متخصصة في مرض السكري، السمنة الزائدة، جراحة علاج البدانة والنباتية.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات