إذا اعتبرت نفسك دولة حدودها هي جسمك، فإن جهازك المناعي هو جيش الدفاع الإلهي، خلقه الله كوسيلة لحمايتك من الجراثيم التي قد تقتحم الجسم عن طريق الهواء أو الغذاء مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات. تختلف قوة جهاز المناعة من شخص لآخر حيث تعتمد على عوامل عديدة من بينها العمر، الضغط النفسي، العادات الغذائية، التدخين، والنشاط الجسدي. وبلا شك أن قلة التعرّض للشمس في فصل الشتاء يعتبر عامل إضافي هام في انتشار أوبئة الشتاء، إذ أن تعرض الجلد المباشر لأشعة الشمس ضروري لانتاج فيتامين D الذي يسبب نقصة إضعاف ملحوظ في جهاز المناعة. ينصح باجراء فحص دم لفيتامين D للأشخاص المعرّضين للإصابة بالإلتهابات بسهولة وبتناول العلاج لدى اكتشاف حالات النقص.
في ما يلي توصيات غذائية إضافية لتقوية جهاز المناعة في فصل الشتاء:
1. أكثر من شرب الشاي
كشفت دراسة في جامعة هارفرد الأميركية أن الأشخاص الذين شربوا خمس أكواب من الشاي لمدة اسبوعين ارتفع لديهم مركب
interferon المحارب للفيروسات بمعدّل عشر مرات مقارنة مع أولئك الذين لم يستهلكوه. دراسة أخرى قارنت فعالية جهاز المناعة بين شاربي الشاي وبين شاربي القهوة، ووجدت أن جهاز المناعة لدى شاربي الشاي مركبات بروتينية مرتبطة بجهاز المناعة بكمية أعلى تصل إلى خمس اضعاف تلك التي أنتجها شاربو الشاي. ويشار إلى أن الحامض الأميني L-theanine المسؤول عن تعزيز جهاز المناعة موجود في معظم أنواع الشاي، البني والأخضر منها.
2. اهتم باستهلاك اليانسون
عام 2005 شهد العالم نقص مؤقت ومفاجىء في ثمار اليانسون، وقد تستغرب أن السبب وراء ذلك كان استخدامها في انتاج دواء tamiflu لعلاج الانفلونزا. وقد تم استخدام اليانسون للوقاية من وعلاج الالتهابات من قبل الحضارات القديمة آلاف السنين قبل أن يكتشف العلماء المركبات المضادة للجراثيم المتميّزة الموجودة في اليانسون.
3. استبدل السكر الأبيض بالعسل
تمهّل قبل أن تضيف السكر للشاي واليانسون، إذ كشفت الأبحاث أن السكر يضعف جهاز المناعة بشكل ملحوظ! استنادا إلى أحدى الدراسات، استهلاك السكر أدى إلى انخفاض في خلايا الدم البيضاء على محاربة البكتيريا بمعدّل 50 في المئة. من الجدير بالذكر أن تأثير السكر السلبي على جهاز المناعة استمر لمدّة خمس ساعات بعد استهلاكه. ومن جانب آخر، وجدت دراسات أولية على العسل أنه قد يحث فعالية جهاز المناعة حتى بكميات قليلة. من أجل الوقاية من أوبئة الشتاء والشفاء السريع من الالتهابات، ينصح بالامتناع عن إضافة السكر للمشروبات الساخنة وبتجنّب المصادر الغذائية للسكر مثل المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، والحلويات.
4. تناول المشروم (الفقع)
كشفت دراسة أميركية في جامعة Tufts أن استهلاك الفقع يقوّي جهاز المناعة، إذ يحث على إنتاج خلايا الدم البيضاء من نوع T-cells من النخاع الشوكي، وهي خلايا مسؤولة عن تدمير الجراثيم. ويمكن استهلاك الفقع في الشوربات أو إضافته نيئا في الخضار في الأنواع المختلفة من السلطة.
5. قوّي البكتيريا الحميدة في الأمعاء
تتواجد البكتيريا الحميدة في الجهاز الهضمي بشكل طبيعي حيث تلعب دوراً هاماً في هضم الطعام وتشكل أيضا الفلورا المعوية التي تعتبر خط دفاع الجسم الأول ضد الجراثيم التي قد تغزو الجسم من الطعام أو الشراب. للبكتيريا الحميدة فوائد صحيّة أخرى عديدة، من بينها أنها تعزز جهاز المناعة وتعتبر جزءًا هامًا منه. من أعراض نقص البكتيريا الحميدة: الغازات والانتفاخات وعسر الهضم والإمساك وسهولة التعرّض للالتهابات. يمكن الحصول على البكتيريا الحميدة عن طريق تناول اللبن المضاف له الجراثيم الحية أو عن طريق أقراص.
6. حصّن جسمك بالزنك
إستنادا إلى تقرير منظمة الصحة العالمية، يعتبر الزنك من أهم وأقوى العناصر الغذائية تأثيراً على فعالية جهاز المناعة، إذ إنّ نقص بسيط في الزنك قد يضعف جهاز المناعة بشكل ملحوظ. المجلات العلمية مكتظة بالدراسات حول تأثير الزنك في تقوية جهاز المناعة، خصوصاً في الدول النامية التي سرعان من تنخفض فيها نسبة حدوث الالتهابات الرئوية والإسهال لدى الأطفال الذين تم ضبط نسبة الزنك لديهم من خلال ضمان تناول احتياجاتهم اليومية منه. ويشار إلى أن المسنين هم أيضًا معرّضون للنقص في الزنك المصاحب للشيخوخة، مما يضعف جهازهم المناعة لديهم ويرفع من خطر إصابتهم بالإلتهابات. ينصح بفحص مستوى الزنك وعلاج نقصه لجميع الفئات المعرّضين لضعف المناعة. يوجد الزنك فى المصادر الغذائية التالية:
• خميرة البيرة
• صفار البيض
• اللحوم والدواجن والأسماك
• البقوليات كالعدس والفول والحمص
• الأغذية البحرية
• الحبوب الكاملة
• البابونج
• المريمية
• البقدونس
يحذّر من تناول أقراص زنك بتركيز أعلى من 75 ملغم في اليوم، إذ وجد أن الزنك بتركيز عالي جداً له تأثير عكسي على جهاز المناعة فيضعفه.
7. أكثر من فيتامين C
من منا لم يتعلّم من جدته أن كوب من الليمونادة يسرع في شفاء الالتهابات؟ إن العلاقة بين فيتامين C وجهاز المناعة هي من الحقائق العلمية القديمة التي ترجمت مع السنين إلى طقوس علاجية أساسية. ويشار إلى أن فيتامن C يعزز جهاز المناعة عن طريق حثه على انتاج كميات أكبر من خلايا الدم البيضاء ومن مركب interferon المحارب للفيروسات. بالإضافة إلى الحمضيات، يتواجد فيتامين C بكميات عالية أيضا في الفلفل الحلو، البروكلي، الفراولة، والكيوي.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات