انتشر في الفترة الأخيرة استخدام أوراق خاصة في لفّ الوجبات السريعة، وهي تكون بأشكال وألوان مختلفة، منها ما يلمع ومنها ما هو ورق لا بريق له. تستخدم هذه الأوراق في لفّ الهامبورجر، ساندويشات الدجاج واللحوم والسمك، البيتزا، المعجّنات وغيرها، كما يستخدمها البعض كبديلٍ للصحون في تناول البطاطا المقليّة والكتشاب. تتميّز أوراق اللفّ هذه بأنّها لا تمتصّ الدهون والماء، وبالتالي تمنع اتّساخ كلّ ما يلامس هذه الأغذية الدسمة.
ما يُميّز هذه الأوراق هو مقاومتها للدهون، فهي لا تمتصّها، ولذلك، كانت بمثابة حلّ سهل ورخيص الثمن لتغليف الوجبات الدسمة. عند إزالة هذا النوع من الورق عن الطعام، يُلاحظ أنّ الدهون لا تخترقها لأنّها تشكّل طبقة عازلة. من الجدير بالذكر أنّ تأثير هذه الأوراق على صحّة الإنسان لم يُبحث حتى فترة متأخّرة، وقد كان الاعتقاد السائد أنّها لا تتفاعل مع الطعام وأنّها لا تشكّل خطرًا على صحّة الإنسان.
إنّ المركّبات الكيماوية المسؤولة عن منع تسرّب الدهون في ورق التغليف هي Perfluoroalkyls (بيرفلوروالكيلس)، وتُختصر بـ PFO، وهي مركّبات مُصنّعة تعمل على طرد الدهون، الماء والزيوت. وقد سمحت السلطات الصحيّة المختلفة في العالم باستخدامها بناءً على الفرضيّات الثلاث التالية:
• المركّبات الكيماوية PFO لا تنتقل من الورقة إلى الغذاء.
• المركّبات الكيماوية PFO لا يتمّ امتصاصها في الجسم.
• جسم الإنسان لن يتأثّر بالمركّبات الكيماوية PFO.
وقد كشفت الأبحاث، مؤخّرًا، خطأ هذه الفرضيّات الثلاث، حيث تبيّن أنّ مركّبات PFO تنتقل من الغلاف إلى الطعام، وأنّ تغليف الغذاء بهذا الورق يشكّل، في الواقع، مصدرًا رئيسيًّا للتعرّض البشريّ لهذه المركبات التي تؤثّر سلبًا على صحّة الإنسان. واستنادًا إلى مسح حديث أجراه مركز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة تمّ التعرّف على 12 نوعًا من مركّبات PFO في أجسام الأمريكيين الذين تمّ فحصهم.
أمّا المخاطر الصحيّة المتعلّقة بتعرّض الجسم لمركّبات PFO فهي ما يلي:
• وفق الدراسات الحيوانية، طرأت ارتفاع على عدد وفيات ذرّية الفئران عند تعرّضهم لكمّيات من PFO لم تتأثّر بها الأمّهات.
• تغيّرات ملحوظة في وزن أعضاء الفئران المختلفة، بما في ذلك المخّ، البروستات، الكبد والكليتان.
• وفاة عدد كبير من ذرّية الفئران لدى تعرّض الأمّهات لمركّبات PFO.
• إلحاق الضرر بالغدّة النخامية عند تعرّض ذرّية الفئران الإناث لمركّبات PFO.
• تطوّر الورم السرطاني بعد التعرّض لمركّبات PFO لفترة طويلة، خاصة في الكبد، البنكرياس والبروستات.
• العقم، حيث ارتفع خطر العقم من 70 إلى 134 في المائة لدى التعرّض لأحد مركّبات PFO، بينما ارتفع من 60 إلى 154 لدى التعرّض لمركّب PFO آخر.
• أمراض الغدّة الدرقية. أظهرت دراسة نُشرت في أيار/مايو من هذا العام في "آفاق الصحّة البيئية" أنّ التعرّض لـ PFO من شأنه أن يلحق الضرر بوظيفة الغدّة الدرقية. وقد كشفت الدراسات أنّ احتمالات الإصابة بأمراض الغدّة الدرقية تضاعفت لدى الأفراد ذوي التركيز الأعلى من مركّبات PCO.
• استنادًا إلى دراسة سويدية، إنّ التعرّض لمركّبات PCO يسبّب خللاً في جهاز المناعة.
• ارتفاع في مستويات الكولسترول السيء (LDL)، فاستنادًا إلى دراسة أمريكية اشتملت على أطفال ومراهقين، ونشرت في مجلة Archives of Pediatric and Adolescent Medicine، فإنّ التعرّض للمركّبات الكيماوية PCO يسبّب ارتفاعًا في مستوى الكولسترول السيء لدى الأطفال والمُراهقين.
لتجنّب الأخطار الصحيّة للمركّبات الكيماوية PCO الموجودة في الورق الطارد للدهون والماء، يُنصح بتجنّب جميع المأكولات الغذائيّة التي يغلّفها هذا الورق.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات