علاقة مظهر الطبق بطعمه
كم من المرات أغرتك رائحة شهية لطعام ما أن تتبعها لتقودك إلى الطعام وتأكله؟ وإلى أي مدى يشجعّك مظهر طبق رتب فيه الطعام بفن و عناية أن تتناوله؟ فهل هو الأنف الذي يتذوق قبل اللسان أم هي العين التي تأكل قبل الفم؟ نحن غالبا ما نظن أن مذاق الطعم يعتمد على حاسة التذوق، الا أن الأبحاث ثشير أن تذوّق الطعام هو تجربة متعددة الحواس تدخل فيها الشم والنظر والملمس في تحديد الطعم. فعندما أنت ترى الطعام وتستنشق رائحته، أنت ليس فقط تهيئ شهيتك للأكل، إنما تدخل معلومات عن طريق هذه الحواس إلى الدماغ لتساهم في تحديد مذاقه. ولهذا، فقد تلاحظ مثلا أن الطبيخ البارد يفقد من مذاقه، وأنك عندما تصاب بالزكام، تقل بشكل ملحوظ قدرتك على تذوق الطعام. وبالمقابل، فعندما تضع طعاما لذيذ المذاق في وعاء قبيح، فإنه سيفقد كثيرا من مذاقه.
ما الذي توحيه اليه طريقة التقديم؟
وقد كشفت الأبحاث مؤخرا عن أهمية عرض الأطباق بطريقة فنيّة تساهم في تحسين مذاقه وتميّزه لدى الأطفال وكذلك البالغين، حيث وجدت أن طريقة التقديم الفنيّة توحي للمتذوق أن من أعد الطعام اجتهد في عمله وتحضيره، وهذا بدوره يرفع من توقعات المتذوّق بالنسبة للنكهة فتدفعه إلى تذوّق الطعام بكل حواسه. وفي تجربتك اليومية مع الوجبات الغذائية، لا بد أنك تلاحظ أن طريقة العرض الفنية تجعل الطعم أشهى. فكيف ممكن الاستفادة من طريقة عرض الطعام في تحسين مذاقه وقيمته الغذائية؟ فيما يلي قواعد بسيطة وسهلة التطبيق لتزيين الصحن وتحسين قيمته الغذائية:
ثلاث ألوان مختلفة في طبق البالغين و ستة ألوان للأطفال
ينصح باستخدام الخضار والفواكه في تزيين الصحون بدلا من الأغذية المصنّعة التي تحتوي على أصباغ اصطناعية والتي تتكوّن من مركبات كيماوية. ويشار أن الخضار والفواكه تضيف ألوانا جذابة في الطبق وتحسّن من قيمته الغذائية بشكل ملحوظ عن طريق إضافة فيتامينات ومعادن وألياف غذائية. وتشير الدراسات أن البالغين ينجذبون إلى أطباق تحتوي على ثلاث ألوان مختلفة، بينما يفضّل الأطفال أطباقا تحتوي على ست ألوان و سبع أشكال مختلفة. فمثلا بدلا من إعطاء الطفل خيارة حبة خضار كاملة، من الأفضل التقديم له كميات قليلة من خضار متعددة ذات ألوان مختلفة مثل ربع خيارة، ربع بندورة، ربع جزرة، ربع فلفل حلو، وورقة خسة، لأن الأطفال ينجذبون للخضار أكثر عندما يرونها مقدمة بهذه الطريقة.
الفوائد الصحيّة للأصباغ الطبيعية في الخضار والفواكه
- الصبغة الحمراء الموجودة في البندورة، الفلفل الأحمر، البطيخ، الفراولة: تساعد في مقاومة الأمراض السرطانية وأمراض القلب والشرايين.
- الصبغة الصفراء والبرتقالية الموجودة في الفلفل الأصفر، الجزر، الشمام، الرتقال: تحافظ على سلامة جهاز المناعة وتساعد في مقاومة الأمراض السرطانية
- الصبغة الخضراء الموجودة في الخيار، الكوسا، الخس، الفلفل الأخضر، الكيوي: تساهم في المحافظة على سلامة الرئتين وتقوية العظام
- الصبغة البيضاء الموجودة في الشومر، الكولورابي، البصل، الثوم: تلعب دورا هاما في المحافظة على الأوعية الدموية والقلب ومقاومة الإلتهابات والقضاء على الجراثيم
- الصبغة البنفسجية الموجوجة في الباذنجان، الملفوف الأحمر، الخوخ: تبطىء من عمليات الهرم، وبالذات هرم الدماغ.
ضع ثلثين الصحن بالطعام واترك الثلث الباقي فارغاً
تشير الدراسات أن الصحن المكتظ بالطعام يفقد من جاذبيته وأن تقليل الكمية يعطي الإنطباع بأن مذاق الطعام ألذ. ومن جانب آخر، إن الإلتزام بهذه القاعدة يساهم في الحد من كميات الطعام التي يستهلكها الشخص.
استخدم صحن أبيض أو شفاف
إن الصحن الملون يتنافس مع الأغذية المتعددة اللون ويسبب فوضى في الرؤية. أما الصحن ذو اللون الواحد، والذي يفضّل أن يكون أبيضا أو شفافا، فإنه يبرز ألوان الأغذية المختلفة التي تضعه فيها.
استخدم عدد فردي من قطع الطعام
ترتاح العين أكثر للعدد الفردي، هذا ما أكدته تجارب درست تأثير عدد قطع الطعام في الطبق على الشهية والمذاق.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات
