يقول المثل "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة"، فهل ينطبق هذا على تخفيض الوزن أيضًا؟
عندما يحسم المرء أمره بالتخلص من السمنة، فإنه يطمح عادةً باستغلال حماسه وإندفاعه ليخسر أكبر عدد من الكيلوغرامات بأقل وقت ممكن، إذ يكون الشخص مستعداً بأن يخسر 10 كيلو في الشهر أو في الأسبوع أو حتى في اليوم إن أمكن!
يعتبر هذا التسرع والاستعجال السبب الأساسي وراء فشل جميع أساليب تخفيض الوزن التي تبني دعاية نجاحها على أساس السرعة في الوصول إلى النتيجة المرغوبة، إذ تشير جميع التوصيات الطبية إلى ضرورة الإلتزام بالوتيرة الطبيعية الملائمة للجسم، وهي تخفيض معدّل نصف كيلو إلى كيلو بالأسبوع، أي 2-4 كيلو في الشهر. حتى عندما تلوح في الأفق القريب مناسبة اجتماعية ما، مثل عرس أو خطبة أو حفل تخرج، من المهم عدم الإنصياع لضغط الوقت والبيئة الاجتماعية لتخفيض الوزن بوتيرة تعرّض نفسيتك للعصبية والتوتر وجسمك للخطر، وإنما التروي واستخدام الهدوء والحكمة في إتخاذ القرار.
في ما يلي ملخص الأخطار التي يجهلها الكثيرون في تسرّعهم للتخلص من الوزن بسرعة:
• فقدان الكتلة العضلية والسوائل من الجسم
الهدف من تخفيض الوزن هو إذابة طبقات الدهون تحت الجلد، وهذا ما يحدث عندما يفقد المرء نصف كيلو إلى كيلو بالأسبوع. لكن، ماذا يحدث عندما تفقد الوزن بوتيرة أعلى؟ تشير الدراسات إلى أن هبوط الوزن بمعدّل أعلى من كيلو بالأسبوع مرتبط بفقدان نسبة من الكتلة العضلية وكمية من الماء، وهذا ما يفسر عادة النزول السريع في الوزن في مرحلة البداية، إذ إن الشخص يفقد أيضًا السوائل والعضلات أيضا من الجسم!
يرتبط فقدان العضلات بالشعور بالتعب والإرهاق وبالمظهر الشاحب، بينما يسبب فقدان السوائل الجفاف. للحفاظ على الكتلة العضلية، ينصح بتخفيض الوزن بوتيرة لا تزيد عن كيلو بالأسبوع، القيام بتمارين رياضية يومية لبناء العضلات، والاهتمام بتناول كمية معتدلة من الأغذية الغنية بالبروتين في كل وجبة (البيض، منتجات الحليب، اللحمة الحمراء، الدجاج، السمك والبقوليات).
• إبطاء عملية الأيض، أي سرعة حرق السعرات الحرارية
كلما ارتفعت الكتلة العضلية في الجسم، كلما ازدادت كفاءته في حرق الدهون، وهذا قد يفسر سهولة تخفيض الوزن لدى الأشخاص الذين يمتلكون كتلة عضلية أكبر. واستنادا إلى ما ذكر سابقاً، يرتبط فقدان الكتلة العضلية جراء النزول السريع في الوزن ببطء في عملية الأيض، أي في سرعة حرق السعرات الحرارية، وبهذا يصبح الجسم بطيئًا في حرق الدهون. وبالمقارنة، فإن الشخص الذي يفقد الوزن بوتيرة صحّية، فإنه يحافظ على كتلة عضلية أعلى تمكّنه من الاستمرارية في حرق الدهون دون أن يضطر إلى تقليل السعرات الحرارية بشكل متطرّف.
• الزيادة السريعة في الوزن
ما يأتي بسرعة يذهب بسرهة! بعد أن يفقد الجسم الماء وكمية من الكتلة العضلية، وبعد أن تقل كفائته في حرق الدهون، النتيجة الطبيعية لهذا الاستعجال هو كسب الكيلوغرامات التي فقدها بسرعة أكبر من تلك التي فقدها به.
• تعريض القلب للخطر
بما أن القلب مسؤول عن ضح الدم والأكسجين لخلايا الجسم، فعندما تفقد أو تكسب الوزن، يتوجب على القلب أن يتأقلم ليستوعب التغييرات في وزن الجسم فيتغيّر ضغط الدم وسرعة القلب. ومما لا شك فيه أنه عندما يفقد المرء الوزن بسرعة، فإنه لا يعطي مجالا كافيا للقلب أن يقوم بالتغييرات المطلوبة ليتأقلم مع الوضع الجديد مما قد يعرّض الشخص لضربات قلب غير منتظمة وهبوط في القلب.
• حصى في المرارة
تشير الدراسات أن 12-25% من الأشخاص الذين يفقدون الوزن بوتيرة سريعة يصابون بحصى في الكلى! عندما يفقد المرء وزنه بسرعة فائقة، يتوجب على الجسم استخدام الجسم الدهون المخزنة لتوفير الطاقة للجسم، مما يسبب في إفراز الكبد الصفراء، فترتفع احتمالات تكوين حصى في المرارة. وتشير الدراسات أن أفضل الطرق لتجنّب خطر تكوين الحصى في المرارة جراء تخفيض الوزن هو اتباع وتيرة صحّية في انقاص الوزن، الزيادة في استهلاك الكالسيوم عن طريق منتجات الحليب، وكذلك اتباع نظام غذائي غني بالألياف الغذائية الموجودة في الحبوب الكاملة والبقوليات والخضار والفواكه.
• الترهلات في الجسم والتجاعيد في الوجه
يرتبط عادة فقدان الوزن السريع بترهلات في الجلد، بغض النظر عن عمر الشخص. على الرغم من أن الجلد بطبيعته مرن، إلا أنه يحتاج إلى وقت كاف ليتأقلم مع التقلصات في حجم الجسم . لتجنّب التجاعيد في الوجه، الترهلات في ذراعيك أو رقبتك أو المعدة أو أجزاء أخرى من الجسم، اهتم باتباع نظام غذائي متوازن، وبشرب كمية كافية من الماء وكذلك بفقدان الوزن بوتيرة لا تتعدّى الكيلو في الأسبوع.
• تساقط الشعر
فقدان الوزن بسرعة يمكن أن يتسبب بفقدان الشعر، إذ أن اتباع الطرق المتطرفة لتخفيض الوزن سيتعرّض الجسم لنقص في الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الضرورية للحفاظ على صحة الشعر، فيصبح الشعر جافا، قابلا للتشقق، وعرضة للسقوط.
• الإمساك
عند التقليل المفاجىء في عدد وحجم الوجبات، يقل نشاك الجهاز الهضمي فيتعرّض الشخص للإمساك. ولتجنب الإمساك أثناء عملية تخفيض الوزن، احدث تغييرات تدريجية في العادات الغذائية، تناول وجبات صغيرة متعددة، اهتم بشرب كمية كافية من الماء واستهلك الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية.
• هشاشة العظام
هشاشة العظام هي من الأمراض الصامتة التي قد تصيب الأشخاص، وخاصة النساء، الذين يتبّعون أنظمة غذائية تعد بالنزول السريع بالوزن. عندما يتعرّض الجسم لنقص في معادن الكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور جرّاء محاولات متطرّفة لاختصار السعرات الحرارية المستهلكة، فإن العظم يذوب ويصبح هشا، مما يجعله قابل للكسر بسهولة.
* המידע המופיע במדריך הוא לידיעה כללית בלבד. יש לעיין בתנאי השימוש ומדיניות הפרטיות